تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (6)

1

6-{ وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا وأنهم أصحاب النار } .

لقد وجبت كلمة الله على الكافرين ، وهي قوله سبحانه : { قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } . ( ص : 84 : 85 ) .

هؤلاء الكفار هم أصحاب النار ، وأهلها المقيمون فيها إقامة دائمة ، كما يقيم الرجل في داره لأنه صاحبها ، فكذلك هؤلاء الكفار من طول إقامتهم في النار صاروا أصحابها المستمرّين فيها .

إن هؤلاء الكفار كذبوا رسل الله قبل عهد محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذبوا رسل الله في عهد نوح ومن جاء بعده من الرسل ، فكيف كان عقابهم ؟ لقد كان عذابا أليما أودى بحياتهم في الدنيا ، واستحقوا عذاب الله وبقاءهم في النار زمانا طويلا ، حتى صاروا أصحابها المستقرين فيها استقرارا دائما بلا انقطاع .

قال ابن جرير الطبري :

{ وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار } .

أي : وكما حق على الأمم التي كذبت رسلها ، والتي قصصت عليك يا محمد قصصها ، وحل بها عقابي ، كذلك وجبت كلمة ربك على الذين كفروا بالله من قومك ، الذين يجادلون في آيات الله لأنهم أصحاب النار . ا ه .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (6)

{ وكذلك حقت كلمة ربك . . . } أي كما وجب حكمه تعالى بالإهلاك على الأمم الماضية المكذبة ، وجب على الذين كفروا من قومك فلا تحزن . وهو وعيد لهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ} (6)

ولما كان التقدير : فحقت عليهم كلمة الله لأخذهم على هذا الجدال إنهم أصحاب النار التي جادلوا فيها ، عطف عليه قوله : { وكذلك } أي ومثل ما حقت عليهم كلمتنا بالأخذ ، فلم يقدروا على التفصي من حقوقها { حقت } بالأخذ والنكال { كلمت } وصرف الكلام إلى صفة الإحسان تلطفاً به صلى الله عليه وسلم وبشارة له بالرفق بقومه فقال : { ربك } أي المحسن إليك بجميع أنواع الإحسان فهو لا يدع أعداءك .

ولما كان السياق للمجادلة بالباطل وهي فتل الخصم من اعتقاده الحق ، وذلك تغطية للدليل الحق وتلبيس ، كان الحال أحق بالتعبير بالكفر الذي معناه التغطية فلذا قال تعالى : { على الذين كفروا } أي أوقعوا الكفر وقتاً ما كلهم سواء هؤلاء العرب وغيرهم ، لأن علة الإهلاك واحدة ، وهي التكذيب الدال على أن من تلبس به مخلوق للنار ، ثم أبدل من " الكلمة " فقال : { أنهم أصحاب النار * } أي من كفر في حين من الأحيان فهو مستحق للنار في الأخرى كما أنه مستحق للأخذ في الدنيا لا يبالي الله به بالة ، فمن تداركته الرحمة بالتوبة ، ومن أوبقته اللعنة بالإصرار هلك .