{ كلاّ إن كتاب الأبرار لفي علّيّين 18 وما أدراك ما علّيّون 19 كتاب مرقوم 20 يشهده المقرّبون 21 إن الأبرار لفي نعيم 22 على الأرائك ينظرون 23 تعرف في وجوههم نضرة النعيم 24 يسقون من رحيق مختوم 25 ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون 26 ومزاجه من تسنيم 27 عينا يشرب بها المقرّبون 28 }
كتاب الأبرار : ما يكتب من أعمالهم .
لفي عليين : لمثبت في ديوان الخير أو مكان عال في الجنة .
18- كلاّ إن كتاب الأبرار لفي علّيّين .
كلاّ . ردع وزجر للمطففين والمكذبين بيوم الدين .
إن كتاب الأبرار . أي : صحيفة عمل المتقين في مكان مرتفع في الجنة ، تكريما لهذا الكتاب وتعظيما لأهله ، في مقابل وضع كتاب الفجار في مكان مظلم ضيق كأنه سجن أو سجين ، إهانة لأهله وتذكيرا بعقابهم .
{ إن كتاب الأبرار . . . } أي إن ما يكتب من أعمالهم الحسنة – لمثبت في ديوان الخير الجامع لأعمال صلحاء الثقلين . وعليين : اسم لذلك الديوان ؛ فهو مفرد كقنسرين . منقول من جمع علي بصيغة فعيل من العلو ؛ أنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة . أو أن ما يكتب من أعمالهم لفي أعلى الأماكن وأرفعها لشرفها .
عِليّين : المكان العالي الرفيع القدر ، وهو مقابل : سِجّين .
بعد أن بين اللهُ تعالى حالَ الفجّار وأعمالَهم ومآلهم يوم القيامة ، يعرض هنا حالَ الأبرارِ الذين آمنوا بربِّهم وصدّقوا رسولَهم . . وهذه طريقةُ القرآن الكريم في عَرض المتقابلَين ، وفي ذلك ترغيبٌ في الطاعة ، وتنفيرٌ من المعصية .
{ كَلاَّ } ليس الأمر كما توهَّمَه أولئك الفجّارُ من إنكار البعث ، ومن أن كتابَ الله أساطيرُ الأولين ، { إِنَّ كِتَابَ الأبرار لَفِي عِلِّيِّينَ } فهو مودَع في أشرفِ الأمكنة بحيث يشهدُه المقرَّبون من الملائكة .
{ كلا } قال مقاتل : لا يؤمن بالعذاب الذي يصلاه . ثم بين محل كتاب الأبرار فقال : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } روينا عن البراء مرفوعاً : " إن عليين في السماء السابعة تحت العرش " . وقال ابن عباس : هو لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه . وقال كعب ، وقتادة : هو قائمة العرش اليمنى . وقال عطاء عن ابن عباس : هو الجنة . وقال الضحاك : سدرة المنتهى . وقال بعض أهل المعاني : علو بعد علو وشرف بعد شرف ، ولذلك جمعت بالياء والنون . وقال الفراء : هو اسم موضوع على صيغة الجمع ، لا واحد له من لفظه ، مثل عشرين وثلاثين .
{ إن كتاب الأبرار لفي عليين } عليون اسم علم للكتاب الذي تكتب فيه الحسنات وهذا جمع منقول من صفة على ، على وزن فعيل للمبالغة وقد عظمه بقوله : { وما أدراك ما عليون } ثم فسره بقوله : { كتاب مرقوم } وهو مشتق من العلو لأنه سبب في ارتفاع الدرجات في الجنة ، أو لأنه مرفوع في مكان علي فقد روي : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تحت العرش ، وقال ابن عباس : هو الجنة وارتفع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.