أولياء : نصراء أو أولياء أمره .
46- { وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل } .
ليس لهم من غير الله أعوان وأنصار ينقذونهم مما هم فيه من العذاب ، وليس للأصنام التي عبدوها بقصد الشفاعة لهم عند الله أي مجال في الشفاعة .
{ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع } . ( غافر : 18 ) .
ومن أضله الله وخذله فلا طريق له يصل به إلى الحق في الدنيا ، وإلى الجنة في الآخرة ، لانسداد طريق النجاة عليه فقد غلبته شهواته ، وأعمته ضلالاته عن رؤية النور والهدى .
قال تعالى : { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون } . ( الجاثية : 23 ) .
ولما كانت العادة جارية بأن من وقع في ورطة وجد في الأغلب ولياً ينصره أو سبيلاً ينجيه ، قال عاطفاً على { وتراهم } أو " ألا إن " : { وما كان } أي صح ووجد { لهم } وأعرق في النفي فقال : { من أولياء } فما لهم من ولي لأن النصرة إذا انتفت من الجمع انتفت من الواحد من باب الأولى .
ولما كان من يفعل فعل القريب لا يفيد إلا إن كان قادراً على النصرة قال : { ينصرونهم } أي يوجدون نصرهم في وقت من الأوقات لا في الدنيا بأن يقدروا على إنقاذهم من وصف الظلم ولا في الآخرة بإنقاذهم مما جرى عليهم من العذاب . ولما كان الله تعالى يصح منه أن يفعل ما يشاء بواسطة أو غيرها قال : { من دون الله } أي ما صح ذلك وما استقام بوجه بغيره ، وأما هو فيصح ذلك منه ويستقيم له لإحاطته بأوصاف الكمال ، ولو أراد لفعل ، ولما بين ما لهم بين ما لمن اتصف بوصفهم كائناً من كان ، فقال بناء على نحو : لأنه هو الذي أضلهم : { ومن يضلل الله } أي يوجد ضلاله إيجاداً بليغاً بما أفاده الفك على سبيل الاستمرار بعدم البيان له أو بعدم التوفيق بعد البيان : { فما له } بسبب إضلال من له جميع صفات الجلال والإكرام ، وأعرق في النفي بقوله : { من سبيل * } أي تنجية من الضلال ولا مما تسبب عنه من العذب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.