اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا كَانَ لَهُم مِّنۡ أَوۡلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن سَبِيلٍ} (46)

والذي يؤكد هذا قوله تعالى بعد هذه الآية : { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ الله } والمعنى أن الأصنام التي كانوا يعبدونها لتشفع لهم عند الله تعالى ما أتوا بتلك الشفاعة وهذا لا يليق إلا بالكافر{[49488]} .

قوله : «يَنْصُرُونَهُمْ » صفة «لأولياء » ، فيجوز أن يحكم على موضعها بالجرِّ اعتباراً بلفظ موصوفها وبالرفع اعتباراً بمحلة ، فإنه اسم لكان{[49489]} . وقوله : «مِنْ سَبِيلٍ » إما فاعل وإما مبتدأ{[49490]} ، والمعنى فما له من سبيل إلى الحق في الدنيا والجنة في العُقْبَى وقد أفسد عليهم طريق الخير{[49491]} .

/خ46


[49488]:انظر الرازي 27/182.
[49489]:التبيان للعكبري 1135.
[49490]:قاله السمين في الدر المصون 4/765.
[49491]:البغوي 6/128.