السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا كَانَ لَهُم مِّنۡ أَوۡلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن سَبِيلٍ} (46)

{ وما كان } أي : ما صح ووجد { لهم } وأغرق في النفي فقال تعالى : { من أولياء } أي : فما لهم من ولي لأن النصرة إذا انتفت من الجمع انتفت من الواحد من باب أولى { ينصرونهم } أي : يوجدون نصرهم في وقت من الأوقات { من دون الله } أي : الملك الأعظم ، أي : لا في الدنيا بأن يقدروا على إنقاذهم من وصف الظلم ولا في الآخرة بإنقاذهم من العذاب { ومن يضلل الله } أي : يوجد إضلاله إيجاداً بليغاً بما أفاده الفك على سبيل الاستمرار بعدم البيان أو بعدم التوفيق بعد البيان { فما له } بسبب إضلال من له جميع صفات الكمال وأغرق تعالى في النفي بقوله سبحانه : { من سبيل } أي : طريق إلى الحق في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة .