أخرج ضحاها : أبرز نهارها المضيء بالشمس .
أظلم الله الليل ، وزيّنه بالنجوم ، وجعل الظلام حالكا لينام الناس ، ويهدأ المتعب ، ويهرب راغب الهرب .
كما أظهر الضّحى بالشمس الساطعة المنيرة ليعمل الناس ، ويكسبوا ويسافروا ، وينتقلوا وينتفعوا ، ويطلق الضحى على النهار كله ، وإضافة الضحى إلى السماء لأنه يحدث بسبب طلوع الشمس .
{ وأغطش ليلها } أظلمه بمغيب شمسها . يقال : غطش الليل – من باب ضرب - ، أظلم . وأغطشه الله ؛ من الغطش وهو الظلمة .
{ وأخرج ضحاها } أبرز نهارها . والضحى في الأصل : انبساط الشمس وامتداد النهار ؛ ثم سمي به الوقت المعروف ، وشاع في ذلك وتجوز به عن النهار بقرينة مقابلته بالليل . وعبر عن النهار بالضحى لأنه أشرف أوقاته وأطيبها . وأضيف الليل والضحى إلى السماء لأنهما يحدثان بسبب غروب شمسها وطلوعها .
قوله تعالى : " وأغطش ليلها " أي جعله مظلما ، غطش الليل وأغطشه الله ، كقولك : ظلم [ الليل ]{[15785]} وأظلمه الله . ويقال أيضا : أغطش الليل بنفسه . وأغطشه الله كما يقال : أظلم الليل ، وأظلمه الله . والغطش والغبش : الظلمة . ورجل أغطش : أي أعمى ، أو شبيه به ، وقد غطش ، والمرأة غطشاء ، ويقال : ليلة غطشاء ، وليل أغطشى وفلاة غطشى لا يهتدى لها ، قال الأعشى :
ويَهْمَاء بالليل غَطْشَى الفَلا *** ة يؤنِسنِي صوت فَيَادِها{[15786]}
عَقَرْتُ لهم مَوْهِنًا ناقتِي *** وغامرُهم مدلَهِمٌ غَطِشْ
يعني بغامرهم ليلهم ، لأنه غمرهم بسواده . وأضاف الليل إلى السماء لأن الليل يكون بغروب الشمس ، والشمس مضاف إلى السماء ، ويقال : نجوم الليل ، لأن ظهورها بالليل .
قوله تعالى : " وأخرج ضحاها " أي أبرز نهارها وضوءها وشمسها . وأضاف الضحى إلى السماء كما أضاف إليها الليل ؛ لأن فيها سبب الظلام والضياء وهو غروب الشمس وطلوعها .
ولما كان كل من ذلك يدل على القدرة على البعث لأنه إيجاد ما هو أشد من خلق الآدمي من عدم ، أتبعه ما يتصور به البعث في كل يوم وليلة مرتين فقال : { وأغطش } أي أظلم إظلاماً لا يهتدي معه إلى ما كان{[71516]} في حال الضياء { ليلها } أي بغياب شمسها فأخفى ضياءها بامتداد ظل الأرض على كل ما كانت الشمس ظهرت عليه . {[71517]}وأضافه إليها{[71518]} لأنه يحدث بحركتها{[71519]} ، وبدأ به لأنه كان أولاً ، والعدم قبل الوجود { وأخرج ضحاها * } بطلوع شمسها فأضاء نهارها ، فالآية من الاحتباك : دل ب " أغطش " على " أضاء " وبإخراج الضحى على إخفاء الضياء ، ولعله عبر بالضحى عن النهار لأنه أزهر ما فيه وأقوى نوراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.