السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا} (29)

{ وأغطش } أي : أظلم { ليلها } أي : جعله مظلماً بغياب شمسها فأخفى ضياءها بامتداد ظل الأرض على كل ما كانت الشمس ظهرت عليه ، فصار لا يهتدي معه إلى ما كان في حال الضياء ، وأضاف الليل إلى السماء لأنّ الليل يكون بغروب الشمس والشمس تضاف إلى السماء . ويقال : نجوم الليل ، لأنّ ظهورها بالليل .

وقوله تعالى : { وأخرج ضحاها } فيه حذف ، أي : ضحى شمسها ، أو أضاف الليل والضحى لها للملابسة التي بينها وبينهما لأنّ الليل ظلها والشمس هي السراج المثقب في جوّها ، وإنما عبر عن النهار بالضحى ؛ لأنّ الضحى أكمل أجزاء النهار بالنور والضوء .