{ وأغطش ليلها } الغطش الظلمة بلغة أنمار أي جعله مظلما يقال أغطش الليل وأغطشه الله كما يقال أظلم الليل وأظلمه الله ، ورجل أغطش وامرأة غطشى لا يهتديان .
قال الراغب وأصله من الأغطش وهو الذي في عينه عمش ، ومنه فلاة غطشى لا يهتدي فيها والتغاطش التعامي ، وأضاف الليل إلى السماء لأن الليل يكون بغروب الشمس ، والشمس مضافة إلى السماء .
{ وأخرج ضحاها } أي أبرز نهارها المضيء بإضاءة الشمس وعبر عن النهار بالضحى لأنه أشرف أوقاته وأطيبها ، وأضافه إلى السماء لأنه يظهر بظهور الشمس ، وهي منسوبة إلى السماء .
{ والأرض بعد ذلك } أي بعد خلق السماء { دحاها } بسطها يقال دحا يدحو ودحوا ودحى يدحى دحيا أي بسط ومد فهو من ذوات الواو والياء فيكتب بالألف والياء ويقال لعش النعامة أدحى لأنه مبسوط على الأرض ، قال أمية ابن الصلت :
دحوت البلاد فسويتها *** وأنت على طيها قادر
قيل دحيت من مكة بعد خلق السماء بألفي عام{[1682]} .
ولا معارضة بين هذه الآية وبين ما تقدم في سورة فصلت من قوله { ثم استوى إلى السماء } بل الجمع بأنه سبحانه خلق الأرض أولا غير مدحوة ثم خلق السماء ثم دحى الأرض ، وقد قدمنا الكلام على هذا مستوفى هنالك ، وقدمنا أيضا في هذا في أول سورة البقرة عند قوله { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا } وذكر بعض أهل العلم أن ( بعد ) بمعنى مع كما في قوله { عتل بعد ذلك زنيم } وقيل ( بعد ) بمعنى قبل كقوله { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } أي من قبل الذكر ، والجمع الذي ذكرناه أولى وهو قول ابن عباس وغير واحد واختاره ابن جرير .
وعن ابن عباس أن رجلا قال له آيتان في كتاب الله تخالف إحداهما الأخرى ، فقال إنما أتيت من قبل رأيك قال اقرأ { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ، حتى بلغ ، ثم استوى إلى السماء } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.