تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا} (29)

الآية 29 : [ وقوله تعالى ]{[23083]} : { وأغطش ليلها } قيل أظلم { وأخرج ضحاها } نفي إظلام الليل وإخراج الضحى ما ينفي عن منكري البعث الشبه التي تعترض لهم ؛ وذلك أنه يغطش في ساعة لطيفة ، ويغشي ظلمتها كل شيء ، ثم يتلفها في أدنى وهلة ، ويفنيها ، كأنها لم تكن ، ثم يعيدها بعدما أتلفها ، حتى لو أراد أحد أن يميز بين الأولى والثانية لم يقدر عليه ، بل وقع عنده أن الأولى ، هي الثانية ، والثانية ، هي الأولى . وهذا بعدما تلفت الظلمة الأولى ، وذهبت كلها حتى لم يبق منها أثر .

فلأن يكون قادرا على إعادتهم خلقا جديدا بعد ما أفناهم ، وقد بقي من آثار الخلق الأول بعضه ، أولى . ثم أضاف ذلك إلى السماء لأن بدوها يظهر من عندنا .


[23083]:ساقطة من الأصل وم.