تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ} (11)

1

المفردات :

كلا : حقا ، أو إرشاد بليغ لترك المعاودة .

إنها تذكرة : إن آيات القرآن موعظة وتذكير .

التفسير :

11 ، 12- كلاّ إنها تذكرة* فمن شاء ذكره .

كلا . أي : لا تفعل مثل هذا مرة أخرى ، إن هذه الصحف السماوية- ومنها القرآن الكريم- تذكرة للإنسان بربه ، وهذه التذكرة مودعة في الفطرة ، وترك للإنسان العقل والإرادة والاختيار ليتذكر ربه .

فمن شاء ذكره .

من شاء ذكر ربه وآمن به ، أو من شاء ذكر القرآن واتعظ به ، أو من شاء ذكر الرسالة السماوية ، وآمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّا ورسولا .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ} (11)

{ كلا } أي ما الأمر كما تفعل ! وهو مبالغة في إرشاده صلى الله عليه وسلم إلى عدم معاودة ما عوتب عليه . روي أنه صلى الله عليه وسلم ما عبس بعد ذلك في وجه فقير قط ، ولا تصدى لغني قط ! . وعن سفيان الثوري : أن الفقراء كانوا في مجلسه أمراء .

{ إنها تذكرة } أي إن آيات القرآن موعظة يجب أن يتعظ بها ويعمل بموجبها . وفيه تعريض بمن استغنى عنها .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ} (11)

تذكِرة : موعظة .

إن الله لا ينصر دِينه بأمثالِ هؤلاء المتكبرين الجاحدين ، فلا تهتمَّ يا محمد بهم . إنما يُنصَر الحقُّ بالمؤمنين الصادقين أمثالِ ذلك الأعمى . وما هذه الآيات إلا موعظة ، وهذا القرآن كافٍ في الهداية لمن طَلَبها ، وما عليك إلا البلاغُ والتذكير .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ} (11)

قوله تعالى : " كلا " كلمة ردع وزجر ، أي ما الأمر كما تفعل مع الفريقين ، أي لا تفعل بعدها مثلها : من إقبالك على الغني ، وإعراضك عن المؤمن الفقير . والذي جرى من النبي صلى الله عليه وسلم كان ترك الأولى كما تقدم ، ولو حمل على صغيرة لم يبعد . قاله القشيري . والوقف على " كلا " على هذا الوجه : جائز . ويجوز أن تقف على " تلهي " ثم تبتدئ " كلا " على معنى حقا . " إنها " أي السورة أو آيات القرآن " تذكرة " أي موعظة وتبصرة للخلق " فمن شاء ذكره " أي اتعظ بالقرآن . قال الجُرجاني : " إنها " أي القرآن ، والقرآن مذكر إلا أنه لما جعل القرآن تذكرة ، أخرجه على لفظ التذكرة ، ولو ذكره لجاز ، كما قال تعالى في موضع آخر : " كلا إنه تذكرة " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ} (11)

ولما كان العتاب الذي هو من شأن{[71639]} الأحباب ملوحاً بالنهي عن الإعراض عمن وقع العتاب عليه ، وكل من كان حاله كحاله والتشاغل عن راغب ، صرح به فقال : { كلا } أي لا تفعل ذلك أصلاً فإن الأمر في القضاء والقدر ليس على ما يظن العباد ولا هو جار على الأسباب التي تعرفونها بل هو من وراء علومهم على حكم تدق عن أفكارهم {[71640]}وفهومهم{[71641]} : ثم علل ذلك فقال مؤكداً لإنكارهم ذلك ، { إنها } أي القرآن ، ولعله أنث الضمير باعتبار ما تلي عليهم في ذلك المجلس{[71642]} من الآيات {[71643]}أو السور{[71644]} { تذكرة } أي تذكرهم تذكيراً عظيماً بما{[71645]} إن تأملوه شاهدوه في أنفسهم وفي الآفاق{[71646]} ، ليس فيه شيء إلا وهم{[71647]} يعرفونه لو أقبلوا بكليتهم عليه ، فما على المذكر بها غير البلاغ ، فمن أقبل عليه فأهلاً وسهلاً ، ومن أعرض فبعداً له-{[71648]} وسحقاً .


[71639]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[71640]:من ظ و م، وفي الأصل: مفهومهم.
[71641]:من ظ و م، وفي الأصل: مفهومهم.
[71642]:من ظ و م، وفي الأصل: المحاسن.
[71643]:من ظ و م، وفي الأصل: والسورة.
[71644]:من ظ و م، وفي الأصل: والسورة.
[71645]:من م، وفي الأصل و ظ: لما.
[71646]:من ظ و م، وفي الأصل: الإنفاق.
[71647]:من م، وفي الأصل و ظ: هو.
[71648]:زيد من م.