تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ} (11)

الآيتان 10 و11 : وقوله تعالى : [ { فأنت عنه تلهى } ]{[23127]} { كلا } قال الحسن : معناه أن الذي فعلته من التولي عن المؤمنين والإقبال على الكفرة ليس من حكمي .

وذكر أبو بكر الأصم لما نزل قوله تعالى : { عبس وتولى } إلى قوله : { فأنت عنه تلهى } تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاف زوال الرسالة ، وأن يمحى اسمه عنها . فلما نزل قوله تعالى : { كلا } علم أنه لم يوعده ربه حين{[23128]} نهاه عن العود إلى مثله .

وقال المفسرون : { كلا } أي لا تعد إلى مثل هذا .

وقوله تعالى : { إنها تذكرة } فجائز أن يكون هذا منصرفا إلى السور{[23129]}/626 – ب/كلها . وجائز أن يكون منصرفا إلى هذه السورة لأن فيها إثبات التوحيد وإثبات الرسالة من الوجه الذي ذكرنا دلالة البعث وآياته أن خلق البشر ليس على البعث ، فهي تذكرة لمن يذّكّر بها . وجائز أن يكون منصرفا إلى الآيات التي قبل هذا في هذه السورة ، وهو أن في ما تقدم في هذه السورة من الآيات تثبيت رسالته بما تقدم ذكرنا له جائز أن يقال : إن هذه تذكرة ، أي هذه المعاتبة تذكرة للنبي صلى الله عليه وسلم ولجميع المؤمنين ليعرفوا من يستوجب التعظيم والتبجيل ومن يستوجب إهانته والاستخفاف .


[23127]:ساقطة من الأصل وم.
[23128]:في الأصل وم: حيث.
[23129]:من م، في الأصل: السورة.