نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ} (11)

ولما كان العتاب الذي هو من شأن{[71639]} الأحباب ملوحاً بالنهي عن الإعراض عمن وقع العتاب عليه ، وكل من كان حاله كحاله والتشاغل عن راغب ، صرح به فقال : { كلا } أي لا تفعل ذلك أصلاً فإن الأمر في القضاء والقدر ليس على ما يظن العباد ولا هو جار على الأسباب التي تعرفونها بل هو من وراء علومهم على حكم تدق عن أفكارهم {[71640]}وفهومهم{[71641]} : ثم علل ذلك فقال مؤكداً لإنكارهم ذلك ، { إنها } أي القرآن ، ولعله أنث الضمير باعتبار ما تلي عليهم في ذلك المجلس{[71642]} من الآيات {[71643]}أو السور{[71644]} { تذكرة } أي تذكرهم تذكيراً عظيماً بما{[71645]} إن تأملوه شاهدوه في أنفسهم وفي الآفاق{[71646]} ، ليس فيه شيء إلا وهم{[71647]} يعرفونه لو أقبلوا بكليتهم عليه ، فما على المذكر بها غير البلاغ ، فمن أقبل عليه فأهلاً وسهلاً ، ومن أعرض فبعداً له-{[71648]} وسحقاً .


[71639]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[71640]:من ظ و م، وفي الأصل: مفهومهم.
[71641]:من ظ و م، وفي الأصل: مفهومهم.
[71642]:من ظ و م، وفي الأصل: المحاسن.
[71643]:من ظ و م، وفي الأصل: والسورة.
[71644]:من ظ و م، وفي الأصل: والسورة.
[71645]:من م، وفي الأصل و ظ: لما.
[71646]:من ظ و م، وفي الأصل: الإنفاق.
[71647]:من م، وفي الأصل و ظ: هو.
[71648]:زيد من م.