تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

نعيم أهل الجنة

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ( 17 ) فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ( 18 ) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 19 ) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ } .

17

التفسير :

17- { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } .

من شأن القرآن أن يتحدث عن عذاب الكافرين ، ثم يعقِّب بنعيم المؤمنين ، وفي هذا شدة عذاب للكافرين وشدة نعيم للمتقين ، حيث يشاهد الكافرون أن المتقين في نعيم متعدد الأنواع والأجناس ، وحيث يشاهد المتقون أن الله قد عافاهم من عذاب الجحيم ، وبضدّها تتميز الأشياء .

ومعنى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } .

إن الذين اتقوا الله وراقبوه ، وأطاعوا أمره ، واجتنبوا معاصيه ، يدخلهم الله جنات عظيمة ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، يتمتعون فيها بنعيم عظيم دائم ، وراحة بال ، ويجدون فيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذُّ الأعين . وهم فيها خالدون .

   
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

بعد أن بيّن ما يصيب الكافرين الكذّابين من العذاب ، ذكَر هنا بالمقابل ما أعدّ الله للمؤمنين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

{ 17-20 } { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ }

لما ذكر تعالى عقوبة المكذبين ، ذكر نعيم المتقين ، ليجمع بين الترغيب والترهيب ، فتكون القلوب بين الخوف والرجاء ، فقال : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ } لربهم ، الذين اتقوا سخطه وعذابه ، بفعل أسبابه من امتثال الأوامر واجتناب النواهي .

{ فِي جَنَّاتِ } أي : بساتين ، قد اكتست رياضها من الأشجار الملتفة ، والأنهار المتدفقة ، والقصور المحدقة ، والمنازل المزخرفة ، { وَنَعِيمٍ } [ وهذا ] شامل لنعيم القلب والروح والبدن ،

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إن المتقين} يعني الذين يتقون الشرك {في جنات} يعني البساتين {ونعيم}..

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه" في جنات": يقول في بساتين ونعيم فيها، وذلك في الآخرة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يحتمل في جنات وفي نعيم، ويحتمل في جنات، فيها نعيم، فتكون الواو بمعنى مع أي في جنات مع نعيم...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(إن المتقين) الذين يجتنبون معاصي الله خوفا من عقابه (في جنات) أي بساتين تجنها الأشجار (ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم)

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

المتقون في جنات ونعيم عاجلاً وآجلاً.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

في آيّة جنات وأيّ نعيم، بمعنى الكمال في هذه الصفة. أو في جنات ونعيم مخصوصة بالمتقين خلقت لهم خاصة...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

والمتقون هنا: متقو الشرك. لأنهم لا بد من مصيرهم إلى الجنات، وكلما زادت الدرجة في التقوى قوي الحصول في حكم الآية، حتى إن المتقين على الإطلاق هم في حكم الآية قطعاً على الله بحكم خبره الصادق...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

والجنة وإن كانت موضع السرور، لكن الناطور قد يكون في البستان الذي هو غاية الطيبة وهو غير متنعم، فقوله {ونعيم} يفيد أنهم فيها يتنعمون، كما يكون المتفرج لا كما يكون الناطور.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إن المتقين} أي الذين صارت التقوى لهم صفة راسخة {في جنات} أي بساتين دائماً في الدنيا حكماً وفي الآخرة. ولما كانت البساتين ربما يشقى داخلها أو صاحبها، نفى هذا بقوله: {ونعيم} أي نعيم في العاجل، يعني بما هم فيه من الأنس، والآجل بالفعل.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ومجرد الوقاية من عذاب الجحيم الذي عرضت مشاهده في هذه السورة فضل ونعمة. فكيف ومعه (جنات ونعيم)؟ وهم يلتذون ما آتاهم ربهم ويتفكهون؟

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

والتعبير ب «المتّقين» بدلا من المؤمنين، لأنّ هذا العنوان يحمل مفهوم الإيمان، كما يحمل مفهوم العمل الصالح أيضاً، خاصّة أنّ «التقوى» تقع مقدّمةً وأساساً للإيمان في بعض المراحل، كما تقول الآية 2 من سورة البقرة (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين) لأنّ الإنسان إذا لم يكن ذا تعهّد وإحساس بالمسؤولية وروح تطلب الحقّ وتبحث عنه وكلّ ذلك مرحلة من مراحل التقوى فإنّه لا يمضي في التحقيق عن دينه وعقيدته ولا يقبل هداية القرآن أبداً...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

قوله تعالى : " إن المتقين في جنات ونعيم " لما ذكر حال الكفار ذكر حال المؤمنين أيضا

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

ولما ذكر ما للمكذبين من العذاب المشار إليه بكلمات القسم ، أتبعه ما لأضدادهم من الثواب المنبه عليه أيضاً بتلك الكلمات ليتم الخبر ترغيباً وترهيباً ، فقال جواباً لمن كأنه قال : فما لمن عاداهم فيك ؟ مؤكداً لما للكفار من التكذيب : { إن المتقين } أي الذين صارت التقوى لهم صفة راسخة { في جنات } أي بساتين دائماً في الدنيا حكماً وفي الآخرة .

ولما كانت البساتين ربما يشقى داخلها أو صاحبها ، نفى هذا بقوله{[61553]} : { ونعيم * } أي نعيم في العاجل ، يعني بما هم فيه من الأنس ، والآجل بالفعل ،


[61553]:- ومن هنا انقطعت نسخة مد إلى ما سننبه عليه.