فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

{ إن المتقين في جنات ونعيم } لما فرغ سبحانه من ذكر حال المجرمين ذكر حال المتقين والجملة مستأنفة أو من جملة ما يقال للكفار زيادة في غمهم وحسرتهم والتنوين في جنات ونعيم للتفخيم { فاكهين بما آتاهم ربهم } يقال : رجل فاكه أي ذو فاكهة كما قيل لابن وتامر والمعنى أنهم ذوو فاكهة من فواكه الجنة وقيل ذو نعمة وتلذذ بما صاروا فيه مما أعطاهم الله عز وجل مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وقد تقدم بيان معنى هذا قرأ الجمهور فاكهين بالألف والنصب على الحال ، وقرئ بالواو على أنه خبر بعد خبر وقرئ فكهين ، والفكهة طيب النفس كما تقدم في الدخان ، ويقال للأشر والبطر ولا يناسب التفسير به هنا ، والمفاكهة الممازجة وتفكه تعجب وقيل : تندم قال تعالى { فظلتم تفكهون } أي : تندمون وتفكه بالشيء تمتع به قيل ما مصدرية وفيه بعد من حيث المعنى إذا التفكه ليس بإعطاء الرب بل بالمعطى ، وقيل موصولة والباء على أصلها أو بمعنى في .