الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَعِيمٖ} (17)

وقوله سبحانه : { إِنَّ المتقين في جنات وَنَعِيمٍ } الآية : يحتمل أَنْ يكونَ من خطاب أهل النار ، فيكون إخبارُهم بذلك زيادةً في غَمِّهِمْ وسُوءِ حالهم ، نعوذ باللَّه من سخطه ! ويحتمل ، وهو الأظهر ، أَنْ يكون إخباراً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعاصريه ، لما فَرَغَ من ذكر عذاب الكفار عَقَّبَ بذكر نعيم المتقين جعلنا اللَّه منهم بفضله ليبين الفرقَ ، ويقعَ التحريضُ على الإيمان ، والمتقون هنا : مُتَّقُو الشرك ؛ لأَنَّهم لا بُدَّ من مصيرهم إلى الجنات ، وكلما زادت الدرجة في التقوى قَوِيَ الحصولُ في حكم الآية ، حَتَّى إنَّ المتقين على الإطلاق هم في هذه الآية قطعاً على اللَّه تعالى بحكم خبره الصادق .