تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (4)

4- { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .

وإنما استحق يهود المدينة ما فعله بهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الحشر والإخراج عن ديارهم ، بما كانوا يشاقون الله ورسوله ، من نقض عهودهم للرسول بعد وقعة بدر ، ثم كذّبوا ما أنزله الله على رسله المتقدمين من البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .

{ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .

أي : ومن يعاد الله فإن الله يعاقبه أشد العقاب ، وينزل به الخزي والهوان في الدنيا ، والنكال السرمدي في الآخرة .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (4)

{ شاقوا الله } عادوه وخالفوه ؛ فكانوا في شق وجانب غير شقه وجانبه . ومشاقتهم للرسول صلى الله عليه وسلم مشاقة لله تعالى .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (4)

شاقّوا الله ورسوله : خالفوهما وحاربوهما .

كلّ ذلك الذي أصابهم في الدنيا ، وما ينتظرهم في الآخرة ، إنما كان لأنهم عادوا الله ورسولَه أشدّ العداء ، ومن يخالف الله ويعاديهِ فإن الله سيعاقبه أشدّ العقاب .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (4)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (4)

{ ذلك } أي ذلك الجلاء { بأنهم شاقوا الله ورسوله } أي عادوه وخالفوا أمره ، { ومن يشاق الله } قرأ طلحة بن مصرف ومحمد بن السميقع { ومن يشاقق الله } بإظهار التضعيف كالتي في " الأنفال{[14816]} " ، وأدغم الباقون .


[14816]:راجع جـ 7 ص 379.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (4)

ولما أخبر بما نالهم في الدنيا وينالهم في الآخرة ، علله{[63684]} بقوله : { ذلك } أي الأمر العظيم{[63685]} الذي فعله بهم من الجلاء ومقدماته في الدنيا{[63686]} ويفعله بهم في الآخرة { بأنهم } ولما كانوا قد ضموا فى هذه القضية{[63687]} إلى ما كانوا عليه من الكفر الظاهر كفراً{[63688]} باطناً بما أرادوا من إلقاء الرحى وغيره من الأذى مكراً منهم ، أدغم{[63689]} في قوله : { شاقوا الله } أي الملك الأعلى الذي له الإحاطة التامة ، فكانوا في شق غير شقه بأن صاروا في شق الأعداء المحاربين بعد ما كانوا في شق الموادعين .

ولما جارى{[63690]} رسول الله صلى الله عليه وسلم إخفاءهم لما أرادوا أن{[63691]} يفعلوا به بالإخفاء{[63692]} لخلاصه منهم بأن رجع إلى المدينة الشريفة وترك أصحابه رضي الله عنهم عندهم{[63693]} قال : { ورسوله } الذي إجلاله من إجلاله . ولما أخبر بفعله وبسببه ، عطف عليه تأكيداً لمضمونه وإفاده لأنه يفعل في غيرهم ممن كان على أمرهم أعظم من فعلهم فقال : { و{[63694]}من يشاق الله } أي يوقع في الباطن مشاققة الملك الأعلى الذي لا كفوء له في الحال أو الماضي أو الاستقبال سواء أبطن معها مشاققة أخرى أو لا ، وترك الإدغام على حاله لأنهم ما أظهروا معاداة{[63695]} وإنما كان ما فعلوا مكراً ومساترة ، وذلك أخف من المجاهرة ، وأظهر{[63696]} في الأنفال لقوة أمر{[63697]} المجاهرين{[63698]} كما مضى ، ولم يعد ذكر الرسول تفخيماً له {[63699]}بإفهام أن{[63700]} مشاققته مشاققة لله من غير مثنوية أصلاً ، وإشارة إلى أنهم بالغوا في إخفاء مشاققتهم ، فلم يظهر عليها غير الله ، فلم يحصل منهم في ذلك مفاعلة بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لم يمكر بهم ، وإنما جاهرهم{[63701]} حين أعلمه الله بمكرهم بخلاف ما تقدم في الأنفال ، فإن المقام اقتضى هناك الذكر لأنهم مكروا به كما قال تعالى

( وإذ يمكر بك الذين كفروا }[ الأنفال : 30 ] الآية وهو صلى الله عليه وسلم أخفى أمر هجرته وأعمل الحيلة في الخلاص من مكرهم على حسب ما أمره الله به فحصلت{[63702]} المفاعلة في تحيز كل من الفريقين إلى شق غير شق الآخر خفية { فإن الله } أي المحيط بجميع العظمة يشدد عقابه له لأنه { شديد العقاب * } وذلك كما فعل ببني قريظة بعد هذا حيث نقضوا عهدهم{[63703]} وأظهروا المشاققة في غزوة الأحزاب وكما فعل أهل خيبر ، وكانوا يماكرون ويساترون في الأولى {[63704]}عند فتحها وفي الثانية{[63705]} عند إجلائهم منها ، فقد سوى بين المساترين والمجاهرين{[63706]} في العذاب وهو للمجاهرين{[63707]} أشد عذاباً كما هو واضح .


[63684]:- من ظ وم، وفي الأصل: عليه.
[63685]:- زيد من م.
[63686]:- زيد من ظ وم.
[63687]:- من م، وفي الأصل وظ: القصة.
[63688]:- زيد الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فحذفناها.
[63689]:- من ظ وم، وفي الأصل أعم.
[63690]:-من ظ و م، وفي الأصل: حاذى.
[63691]:- زيد من ظ وم.
[63692]:- من ظ وم، وفي الأصر بالإعطاء.
[63693]:- من ظ وم، وفي الأصل: عنهم.
[63694]:- ليس في الأصل.
[63695]:-في ظ: المعاداة.
[63696]:- من ظ وم، وفي الأصل: ظهر.
[63697]:- زيد من ظ.
[63698]:- من ظ وم، وفي الأصل: المجاهدين.
[63699]:- من ظ وم، وفي الأصل: بان.
[63700]:- من ظ وم، وفي الأصل: بان.
[63701]:- في ظ: جاهدهم.
[63702]:- من ظ وم، وفي الأصل: فحصل.
[63703]:- من م، وفي الأصل وظ: عهده.
[63704]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأول.
[63705]:- من ظ وم، وفي الأصل: الثاني.
[63706]:- من م، وفي الأصل وظ: المهاجرين.
[63707]:- من م، وفي الأصل وظ: للمهاجرين.