تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

15

المفردات :

آيات : دلائل واضحات من وجود المعادن والنبات والحيوان والماء . . .

للموقنين : المتيقنين بوجود الله .

التفسير :

20- { وفي الأرض آيات للموقنين } .

كلما مد الإنسان بصره في هذه الأرض وجد أمامه دلائل القدرة الإلهية ، أكتب الآن وأمامي بحر ممتد ، مياهه عميقة زرقاء ، وأمواجه متتابعة ، ونهايته لا تحيط بها العين ، ثم ترسل الشمس أشعتها على المحيطات والبحار ، فيتصاعد البخر إلى السماء ، ويتكثف السحاب ، وتسوقه الرياح ، ويسقط المطر الذي يروي الإنسان والحيوان والنبات ، وترى ما على الأرض من شمس وقمر ، وليل ونهار ، وبرد وحر ، وفصول متتابعة ، فالشتاء والربيع ، والصيف والخريف ، وفي الأرض الجبال والأنهار ، والأشجار والإنسان والحيوان ، وفي الأرض معادن ودواب وحشرات وطيور ووحوش ، ونافع ومؤذ ، وعبر ودلائل لأصحاب الأفهام والإيمان ، بل في حركة الشمس والقمر والنجوم ، والهواء والفضاء والرياح والأمطار ما ينبئ عن هذه القدرة العالية ، ويرشد إلى آيات تعمق الإيمان .

قال تعالى : { وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون } . ( يوسف : 105 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

{ آيات للموقنين } دلائل للموحدين الذين سلكوا الطريق السوي الموصل إلى اليقين . وخصوا بالذكر لأنهم هم المنتفعون بالنظر فيها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

{ 20-23 } { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ }

يقول تعالى -داعيًا عباده إلى التفكر والاعتبار- : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ }

وذلك شامل لنفس الأرض ، وما فيها ، من جبال وبحار ، وأنهار ، وأشجار ، ونبات تدل المتفكر فيها ، المتأمل لمعانيها ، على عظمة خالقها ، وسعة سلطانه ، وعميم إحسانه ، وإحاطة علمه ، بالظواهر والبواطن .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

قوله تعالى : { وفي الأرض آيات } عبر ، { للموقنين } إذا ساروا فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار وأنواع النبات .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم قال: {وفي الأرض آيات للموقنين} يعني ما فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار والنبت عاما بعام، ففي هذا كله آيات يعني عبرة للموقنين بالرب تعالى لتعرفوا صنعه، فتوحدوه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وفي الأرض عِبر وعظات لأهل اليقين بحقيقة ما عاينوا ورأوا إذا ساروا فيها...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"وفى الارض آيات" أي دلالات واضحات وحجج نيرات "للموقنين" الذين يتحققون بتوحيد الله، وإنما أضافها إلى الموقنين، لأنهم الذين نظروا فيها وحصل لهم العلم بموجبها، وآيات الأرض جبالها ونباتها ومعادنها وبحارها، ووقوفها بلا عمد لتصرف الخلق عليها...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{وَفِى الأرض ءايات} تدل على الصانع وقدرته وحكمته وتدبيره...

{لِّلْمُوقِنِينَ} الموحدين الذين سلكوا الطريق السوي البرهاني الموصل إلى المعرفة، فهم نظارون بعيون باصرة وأفهام نافذة، كلما رأوا آية عرفوا وجه تأملها، فازدادوا إيماناً مع إيمانهم، وإيقاناً إلى إيقانهم...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

"وفي الأرض آيات للموقنين " لما ذكر أمر الفريقين، بيّن أن في الأرض علامات تدل على قدرته على البعث والنشور، فمنها عود النبات بعد أن صار هشيما، ومنها أنه قدر الأقوات فيها قواما للحيوانات، ومنها سيرهم في البلدان التي يشاهدون فيها آثار الهلاك النازل بالأمم المكذبة. والموقنون هم العارفون المحققون وحدانية ربهم، وصدق نبوة نبيهم، خصهم بالذكر؛ لأنهم المنتفعون بتلك الآيات وتدبرها...

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

{للموقنين}: وهم الذين نظروا النظر الصحيح، وأداهم ذلك إلى إيقان ما جاءت به الرسل، فأيقنوا لم يدخلهم ريب...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وفي الأرض} مما فيه أيضاً من الاختلاف بالمعادن الكثيرة المتباينة مع اتحاد أصلها والنبات والحيوان والجماد والبر والبحر وغير ذلك من الأسرار الدالة على الفاعل المختار {آيات} أي دلالات عظيمات هي مع وضوحها بعد التأمل خفيات {للموقنين} الذين صار الإيقان لهم غريزة ثابتة، فهم لذلك يتفطنون لرؤية ما فيها مع ما يلابسهم منها من الأسباب فيشغلهم ولا يرون أكثر أسباب ما فيها من الآيات فأداهم ذلك إلى الإيقان بما نبهت عليه الرسل مما تستقل به العقول من البعث وغيره...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وخصت الآيات ب {الموقنين} لأنهم الذين انتفعوا بدلالتها فأكسبتهم الإيقان بوقوع البعث. وأوثر وصف الموقنين هنا دون الذين أيقنوا لإفادة أنهم عرفوا بالإيقان. وهذا الوصف يقتضي مدحهم بثقوب الفهم، لأن الإيقان لا يكون إلا عن دليل ودلائل هذا الأمر نظرية...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

{ وفي الأرض آيات } دلالات على قدرة الله تعالى ووحدانيته { للموقنين }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

قوله تعالى : " وفي الأرض آيات للموقنين " لما ذكر أمر الفريقين بين أن في الأرض علامات تدل على قدرته على البعث والنشور ، فمنها عود النبات بعد أن صار هشيما ، ومنها أنه قدر الأقوات فيها قواما للحيوانات ، ومنها سيرهم في البلدان التي يشاهدون فيها آثار الهلاك النازل بالأمم المكذبة . والموقنون هم العارفون المحققون وحدانية ربهم ، وصدق نبوة نبيهم ، خصهم بالذكر ؛ لأنهم المنتفعون بتلك الآيات وتدبرها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

ولما دل إقسامه بالسماء وما قبلها من الذاريات على ما له في العلويات من الآيات إلى أن ختم بالأموال التي تنبتها الأرض ، فكان التقدير : ففي السماوات آيات للمؤمنين دالات{[61341]} على عظمته واستحقاقه للعبادة بغاية الخضوع رغباً ورهباً ، عطف عليه قوله : { وفي الأرض } مما فيه أيضاً من الاختلاف بالمعادن الكثيرة المتباينة مع اتحاد أصلها والنبات والحيوان والجماد والبر والبحر وغير ذلك من الأسرار الدالة على الفاعل المختار { آيات } أي دلالات عظيمات هي مع وضوحها بعد التأمل خفيات { للموقنين * } الذين صار الإيقان{[61342]} لهم غريزة ثابتة ، فهم لذلك يتفطنون لرؤية ما فيها مع ما يلابسهم منها من الأسباب فيشغلهم ولا يرون أكثر أسباب ما فيها من الآيات فأداهم ذلك إلى الإيقان بما نبهت{[61343]} عليه الرسل مما تستقل به العقول من البعث{[61344]} وغيره ، قال القشيري : من الآيات فيها أنها تحمل كل شيء ، فكذلك العارف يحمل كل أحد ومن استثقل أحداً أو تبرم برؤيته أحداً فلغيبته عن الحقيقة ومطالعة الخلق بعين التفرقة . وأهل الحقائق لا يتصفون بهذه الصفة ، ومن الآيات فيها أنه يلقى عليها كل قذارة وقمامة فتنبت كل زهر ونور وكذلك العارف يتشرب ما يلقى من الجفاء ولا يترشح إلا بكل خلق عليّ وشيمة زكية .


[61341]:من مد، وفي الأصل: دلت.
[61342]:من مد، وفي الأصل: الإيمان.
[61343]:من مد، وفي الأصل: ثبتت.
[61344]:من مد، وفي الأصل: البعض.