فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ} (20)

ثم ذكر سبحانه ما نصبه من الدلائل الدالة على توحيده ، ووعده ووعيده ، فقال :

{ وفي الأرض آيات } أي دلائل واضحة ، وعلامات ظاهرة ، من الجبال والبر والبحر والأشجار والأنهار والثمار ، وفيها آثار الهلاك للأمم الكفارة ، المكذبة لما جاءت به رسل الله ، ودعتهم إليه ، وهي مدحورة كالبساط لما فوقها ، وفيها المسالك والفجاج للمتقلبين فيها ، وهي مجزأة فمن سهل ومن جبل صلبة ورخوة وعذبة وسبخة ، وفيها معادن مفتتة ، ودواب منبثة ، مختلفة الصور والأشكال متباينة الهيئات والأفعال إلى غير ذلك من بدائع صنعه وصنائع قدرته وحكمته وتدبيره .

{ للموقنين } أي للموحدين الذين سلكوا الطريق السوي البرهاني ، الموصل إلى المعرفة ، فهم نظارون ، بعيون باصرة ، وأفهام نافذة ، كلما رأوا آية عرفوا وجه تأويلها ، فازدادوا إيقانا على إيقانهم ، وخص الموقنين بالله لأنهم الذين يعترفون بذلك ويتدبرون فيه فينتفعون به .