الأشقى : المعاند المصر على الجحود والإنكار ، الذي تمكّن الكفر من نفسه .
يصلى النار الكبرى : يدخل جهنم ، أو يقاسي حرها ، والنار الكرى هي نار الآخرة ، لأن نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار الآخرة ، وقيل : المراد بالنار الكبرى : أسفل دركات الجحيم .
11 ، 12- ويتجنبها الأشقى* الذي يصلى النار الكبرى .
يبتعد عن الذكرى فلا يرقّ لها ولا يستفيد بها ، الأشقى . أي : الأشقى مطلقا ، الذي غلبت عليه الشقوة ، فلا يتفتح قلبه لخير ، ولا يرغب في معرفة الهدى أو الطريق السليم .
فهو الأشقى . في الدنيا ، حيث يعيش قلقا متكالبا على ما في الأرض ، وهو الأشقى . في الآخرة لدخوله جهنم .
الذي يصطلى بنار جهنم ، وفيها ألوان العذاب ، وألوان المهانة ، وألوان الآلام ، وهم خالدون فيها خلودا أبديا سرمديا ، لا يخفف عنهم العذاب ، وليس لهم شفيع ولا نصير .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وهي النار الكبرى ، ويعني بالكبرى لشدّة الحرّ والألم ...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ووصفها بالكبرى لأن الحاجة إلى اتقائها أشد، وذلك من كبر الشأن إذ الكبير الشأن هو المختص بشدة الحاجة إليه أولى باتقائه ، فكلما كان أكبر شأنا فالحاجة إليه أشد . ...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
وقال بعض المفسرين : إن جميع نار الآخرة وإن كانت شديدة فهي تتفاضل ، ففيها شيء أكبر من شيء ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
الكبرى بشدتها ، والكبرى بمدتها ، والكبرى بضخامتها . . حيث يمتد بقاؤه فيها ويطول . ...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
ووصفُ النار ب { الكبرى } للتهويل والإِنذار والمراد بها جهنم . ...
ولما ذكر وصفه الذي أوجب له العمل {[72902]}السيئ ، ذكر{[72903]} جزاءه فقال : { الذي يصلى } أي يباشر مباشرة{[72904]} الغموس بقلبه-{[72905]} وقالبه مقاسياً { النار الكبرى * } أي-{[72906]} التي هي أعظم الطبقات وهي السفلى لأنه{[72907]} ليس في طبعه أن يخشى ، {[72908]}بل هو{[72909]} كالجلمود الأقسى لأنه جاهل مقلد أو متكبر معاند ، أو{[72910]} المراد نار الأخرى فإنها{[72911]} أعظم من نار {[72912]}البرزخ وأعظم من نار{[72913]} الدنيا بسبعين جزءاً ، فلهذا استحقت أن تتصف بأفعل التفضيل على الإطلاق ، والآية من الاحتباك : ذكر الثمرة {[72914]}في الأول{[72915]} وهي الخشية دليلاً على حذف ضدها من الثاني ، وهي القسوة الناشئة على الحكم بالشقاوة ، وذكر الأصل والسبب في الثاني وهو الشقاوة دليلاً على حذف ضده في الأول وهو{[72916]} السعادة ، فالإسعاد{[72917]} سبب والخشية ثمرة ، والإشقاء سبب والقساوة ثمرة ومسبب ، وكذا ما نبعه من النار وما نشأ عنه ، وسر ذلك أنه-{[72918]} ذكر مبدأ السعادة أولاً حثاً عليه ، ومآل الشقاوة ثانياً تحذيراً منه ، قال الملوي : ولا شك أن القرآن العظيم على أحسن ما يكون من البراعة في التركيب وبداعة الترتيب وكثرة العلوم مع الاختصار وعدم التكرار ، فيكتفي في موضع بالثمرة بلا سبب وفي آخر{[72919]} بالسبب بلا ثمرة لدلالة الأول على الثاني والثاني على الأول ، فيضم السبب إلى الثمرة والثمرة إلى السبب كما يطلق القضاء ويكتفى به عن القدر ، ويطلق القدر و{[72920]}يكتفى به عن القضاء ، وكذلك{[72921]} يذكر الحكم ويتركان فيدل عليهما فتذكر{[72922]} الثلاثة ، ويظهر بمثال وهو أن من أراد إقامة دولاب يهندس أولاً موضع البئر بسهمه وترسه ومداره وحوضه الذي يصب فيه المار وجداوله التي ينساق منها ، فهذا هندسة وتدبير وحكم وإرادة ، فإذا صنع ذلك وأتمه سمي قضاء وإيجاداً وتأثيراً ، فإذا ركب على الجبال قواديس تحمل مقداراً من الماء معيناً إذا نزلت إلى الماء أخذته ، وإذا صعدت فانتهت{[72923]} وأرادت الهبوط فرغته{[72924]} فتصرف الماء من جداوله{[72925]} إلى ما صنع له كان ذلك قدراً فهو النهاية ، فمتى ذكر واحد من الثلاثة : الحكم والقضاء والقدر ، دل على الآخر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.