السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (12)

{ الذي يصلى النار } وهو الكافر . فإن قيل : الأشقى يستدعي وجود شقي فكيف قال هذا القسم ؟ أجيب : بأنّ لفظ الأشقى من غير مشاركة كقوله تعالى : { أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرّاً وأحسن مقيلاً } [ الفرقان : 24 ] ، وقوله تعالى : { وهو أهون عليه } [ الروم : 27 ] . قال الرازي : الفرق ثلاثة العارف والمتوقف والمعاند ، فالسعيد هو العارف ، والمتوقف له بعض الشقاوة ، والأشقى هو المعاند . وقال الزمخشري : الأشقى هو الكافر ؛ لأنه أشقى من الفاسق ، أو الذي هو أشقى الكفرة ؛ لتوغله في معاداة النبيّ صلى الله عليه وسلم وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة وعقبة بن ربيعة .

واختلف في قوله تعالى : { الكبرى } أي : العظمى على وجوه : أحدها : قال الحسن : هي نار جهنم ، والصغرى نار الدنيا . ثانيها : أنّ في الآخرة نيراناً ودركات متفاضلة ، فكما أنّ الكافر أشقى العصاة فكذلك يصلى أعظم النيران . ثالثها : أنّ النار الكبرى هي النار السفلى فهي نصيب الكفار ، كما قال تعالى : { إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار } [ النساء : 145 ] .