اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (12)

{ الذي يَصْلَى النار الكبرى } أي : العظمى ، وهي السفلى من طباق النَّار ، قاله الفراء .

وعن الحسن : «الكُبْرَى » : نَارُ جهنَّم ، والصُّغرى : نارُ الدُّنْيَا{[59916]} .

وقيل : في الآخرة نيران ودركات متفاضلة ، كما في الدنيا ذُنُوبٌ ومعاصي متفاضلة ، فكما أنَّ الكافر أشقى العصاة ، فكذلك يصلى أعظم النيران .

فإن قيل : لفظ الأشقى لا يستدعي وجود الشقي فكيف حال هذا القسم ؟ .

فالجواب أن لفظ «الأشقى » لا يستدعي وجود الشقي إذ قد يرد هذا اللفظ من غير مشاركة ، كقوله : { أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } [ الفرقان : 24 ] ، «ويتَجنَّبُهَا الأشْقَى » ، كقوله : { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [ الروم : 27 ] .

وقال ابن الخطيب{[59917]} : الفرق ثلاث : العارف ، والمتوقف ، والمعاند ، فالسعيد : هو العارف ، والمتوقف له بعض الشقاء ، والأشقى : هو المعاند .


[59916]:ينظر القرطبي (20/15)، عن ابن عباس.
[59917]:ينظر الرازي 31/133.