تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (12)

المفردات :

الأشقى : المعاند المصر على الجحود والإنكار ، الذي تمكّن الكفر من نفسه .

يصلى النار الكبرى : يدخل جهنم ، أو يقاسي حرها ، والنار الكرى هي نار الآخرة ، لأن نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار الآخرة ، وقيل : المراد بالنار الكبرى : أسفل دركات الجحيم .

التفسير :

11 ، 12- ويتجنبها الأشقى* الذي يصلى النار الكبرى .

يبتعد عن الذكرى فلا يرقّ لها ولا يستفيد بها ، الأشقى . أي : الأشقى مطلقا ، الذي غلبت عليه الشقوة ، فلا يتفتح قلبه لخير ، ولا يرغب في معرفة الهدى أو الطريق السليم .

فهو الأشقى . في الدنيا ، حيث يعيش قلقا متكالبا على ما في الأرض ، وهو الأشقى . في الآخرة لدخوله جهنم .

الذي يصلى النار الكبرى .

الذي يصطلى بنار جهنم ، وفيها ألوان العذاب ، وألوان المهانة ، وألوان الآلام ، وهم خالدون فيها خلودا أبديا سرمديا ، لا يخفف عنهم العذاب ، وليس لهم شفيع ولا نصير .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (12)

يصلَى النار : يدخلها .

ومصيره إلى النار الكبرى .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (12)

{ الذي يصلى النار الكبرى } العظيمة والفظيعة ، لأنها أعظم وأشد حراً من نار الدنيا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (12)

" الذي يصلى النار الكبرى " أي العظمى ، وهي السفلى من أطباق النار . قاله الفراء . وعن الحسن : الكبرى نار جهنم ، والصغرى نار الدنيا ، وقاله يحيى بن سلام .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (12)

ولما ذكر وصفه الذي أوجب له العمل {[72902]}السيئ ، ذكر{[72903]} جزاءه فقال : { الذي يصلى } أي يباشر مباشرة{[72904]} الغموس بقلبه-{[72905]} وقالبه مقاسياً { النار الكبرى * } أي-{[72906]} التي هي أعظم الطبقات وهي السفلى لأنه{[72907]} ليس في طبعه أن يخشى ، {[72908]}بل هو{[72909]} كالجلمود الأقسى لأنه جاهل مقلد أو متكبر معاند ، أو{[72910]} المراد نار الأخرى فإنها{[72911]} أعظم من نار {[72912]}البرزخ وأعظم من نار{[72913]} الدنيا بسبعين جزءاً ، فلهذا استحقت أن تتصف بأفعل التفضيل على الإطلاق ، والآية من الاحتباك : ذكر الثمرة {[72914]}في الأول{[72915]} وهي الخشية دليلاً على حذف ضدها من الثاني ، وهي القسوة الناشئة على الحكم بالشقاوة ، وذكر الأصل والسبب في الثاني وهو الشقاوة دليلاً على حذف ضده في الأول وهو{[72916]} السعادة ، فالإسعاد{[72917]} سبب والخشية ثمرة ، والإشقاء سبب والقساوة ثمرة ومسبب ، وكذا ما نبعه من النار وما نشأ عنه ، وسر ذلك أنه-{[72918]} ذكر مبدأ السعادة أولاً حثاً عليه ، ومآل الشقاوة ثانياً تحذيراً منه ، قال الملوي : ولا شك أن القرآن العظيم على أحسن ما يكون من البراعة في التركيب وبداعة الترتيب وكثرة العلوم مع الاختصار وعدم التكرار ، فيكتفي في موضع بالثمرة بلا سبب وفي آخر{[72919]} بالسبب بلا ثمرة لدلالة الأول على الثاني والثاني على الأول ، فيضم السبب إلى الثمرة والثمرة إلى السبب كما يطلق القضاء ويكتفى به عن القدر ، ويطلق القدر و{[72920]}يكتفى به عن القضاء ، وكذلك{[72921]} يذكر الحكم ويتركان فيدل عليهما فتذكر{[72922]} الثلاثة ، ويظهر بمثال وهو أن من أراد إقامة دولاب يهندس أولاً موضع البئر بسهمه وترسه ومداره وحوضه الذي يصب فيه المار وجداوله التي ينساق منها ، فهذا هندسة وتدبير وحكم وإرادة ، فإذا صنع ذلك وأتمه سمي قضاء وإيجاداً وتأثيراً ، فإذا ركب على الجبال قواديس تحمل مقداراً من الماء معيناً إذا نزلت إلى الماء أخذته ، وإذا صعدت فانتهت{[72923]} وأرادت الهبوط فرغته{[72924]} فتصرف الماء من جداوله{[72925]} إلى ما صنع له كان ذلك قدراً فهو النهاية ، فمتى ذكر واحد من الثلاثة : الحكم والقضاء والقدر ، دل على الآخر .


[72902]:من ظ و م، وفي الأصل: المبين ذكره.
[72903]:من ظ و م، وفي الأصل: المبين ذكره.
[72904]:من ظ و م، وفي الأصل: يباشره.
[72905]:زيد من ظ و م.
[72906]:زيد من ظ و م.
[72907]:زيد في الأصل و ظ: الذي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72908]:من ظ و م، وفي الأصل: فهو.
[72909]:من ظ و م، وفي الأصل: فهو.
[72910]:من ظ و م، وفي الأصل "و".
[72911]:من م، وفي الأصل و ظ: فإنه.
[72912]:سقط ما بين الرقمين من م.
[72913]:سقط ما بين الرقمين من م.
[72914]:من ظ و م، وفي الأصل: أولا.
[72915]:من ظ و م، وفي الأصل:أولا.
[72916]:من ظ و م، وفي الأصل: هي.
[72917]:من ظ و م، وفي الأصل: فالسعادة.
[72918]:زيد من ظ و م.
[72919]:من م، وفي الأصل و ظ: الآخر.
[72920]:من ظ و م، وفي الأصل: ثم.
[72921]:من ظ و م، وفي الأصل: لذلك.
[72922]:من ظ و م، وفي الأصل: مذكر.
[72923]:من ظ و م، وفي الأصل: لو انتمت.
[72924]:من م، وفي الأصل و ظ: فرفعته.
[72925]:في ظ: مداركه.