تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطٖ} (13)

12

المفردات :

فرعون : المراد به : هو وقومه ، كما تسمى القبيلة باسم أبيها .

التفسير :

13- { وعاد وفرعون وإخوان لوط } .

{ وعاد } . هم قوم عاد الذين كانوا يسكنون بالأحقاف ، وهي كثبان الرمل المعوجة ، في جنوب جزيرة العرب ، بين اليمن وسلطنة عمان عند مدينة صلالة ، كذبوا نبيهم واغتروا بقوتهم ، وعثرت الحفريات على مدائن مطمورة قرب صلالة بسلطنة عمان ، يرجح أنها لقبيلة عاد .

{ وفرعون } . هو الذي أرسل الله إليه موسى ، فكذبه وقال : أنا ربكم الأعلى ، وتكررت قصته في القرآن الكريم ، كنموذج واضح لجبار متكبر ، لقي حتفه غرقا في الماء جزاء كفره وتكذيبه .

{ وإخوان لوط } .

قوم لوط الذين شاع بينهم الشذوذ الجنسي ، واستغناء الرجال بالرجال ، ولم يكن لوط منهم ، بل تزوج منهم ، فكانوا إخوانه بالمصاهرة لا بالنسب ، وقد أمطرهم الله بالحصباء ، وجعل عالي الأرض التي يقطنونها أسفلها ، لأنهم انتكسوا بالفطرة ، وجامعوا الرجال وتركوا النساء ، فخسف الله بهم الأرض .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطٖ} (13)

وعادٍ وفرعون وقوم لوط

     
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطٖ} (13)

قوله تعالى : " كذبت قبلهم قوم نوح " أي كما كذب هؤلاء فكذلك كذب أولئك فحل بهم العقاب ، ذكرهم نبأ من كان قبلهم من المكذبين وخوفهم ما أخذهم . وقد ذكرنا قصصهم في غير موضع عند ذكرهم . " كل كذب الرسل " من هذه الأمم المكذبة . " فحق وعيد " أي فحق عليهم وعيدي وعقابي .

   
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطٖ} (13)

ولما اتفق قوم هود عليه السلام والقبط بالإهلاك بالريح التي أثرت بها صيحة{[61122]} ثمود ، أولئك مع الحجارة والرمل وهؤلاء بالماء الذي فرقه الله بالريح عند ضرب العصي ، وكان لكل منهما من ضخامة الملك وعز السلطان ما هو مشهور قدم أشدهما أبداناً وأوسعهما ملكاً لأن إهلاكهم كان أدل دليل على القدرة وأقرب {[61123]}شبهاً بهلاك{[61124]} ثمود فقال : { وعاد } وعطف عليه أقرب الطائفتين شبهاً بالهلاك بقوم نوح وأصحاب الرس فقال : { وفرعون } نص عليه لأنه ليس في مادة هذا الغرق كافر غيره ، والنص عليه يفهم غيره ، وما تقدم {[61125]}في غير هذه السورة{[61126]} غير مرة من وصفه بأنه ملك قاهر وأنه استخفهم فأطاعوه فيعلم كفرهم طاعة له ، وأنه ليوافق ما قبله وما بعده . ولما كان السياق للعزة والشقاق ، فلم يدع داع إلى إثبات ذي الأوتاد .

ولما كان هلاك المؤتفكات جامعاً في الشبه بهلاك جميع من تقدم بالخسف وغمرة الماء بعد القلب في الهواء ، أتبعهم بهم معبراً عنهم بأخصر من تسميه قبائلهم أو مدنهم لأنها عدة مدن ، وعبر بالإخوة دون القوم لأن السياق لتكذيب من هو منهم لأنه أدخل في التسلية فقال{[61127]} : { وإخوان لوط * } أي أصهاره الذين جبروا بينهم وبينه مع المصاهرة بالمناصرة لملوكهم ورعاياهم على من ناواهم بنفسه وعمه إبراهيم عليهما السلام كما مضى بيانه في البقرة ما صار كالأخوة ، ومع ذلك عاملوه بما اشتق من لفظ هذا الجمع من الجناية له ولأنفسهم وغيرهم .


[61122]:سقط من مد.
[61123]:من مد، وفي الأصل: تشبيها بملاك.
[61124]:من مد، وفي الأصل: تشبيها بملاك.
[61125]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[61126]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[61127]:من مد، وفي الأصل: قوله.