فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَعَادٞ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطٖ} (13)

{ كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود( 12 )وعاد وفرعون وإخوان لوط( 13 ) وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد( 14 )أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد( 15 ) } .

يحذر الله منكري البعث والمرتابين أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الذين لا يرجون لقاء ربهم : قوم نوح وأصحاب البئر الذين أرسل إليهم شعيب -عليه السلام- وثمود قوم صالح -عليه السلام- وعاد قوم هود -عليه السلام- وفرعون وقومه أرسل إليهم موسى وهارون -عليهما السلام- وإخوان لوط –عليه السلام- وكذا أصحاب الغيطة أرسل إليهم شعيب –عليه السلام- وقوم تبع باليمن كل هؤلاء كبُر عليهم ما دعاهم إليه رسل الله فدمرهم ربنا عزيز الانتقام .

وفيما مر – مع ذلك- تسلية للنبي والمؤمنين ، وبرهان اقتدار الواحد القهار مالك يوم الدين ، جامع الناس ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ، ويثيب المحسنين . وما مسنا من نصب ولا لغوب إذ أنشأناكم من العدم ولم تكونوا شيئا ، فكيف يُشَكُّ في قدرتنا على إعادتكم أحياء بعد موتكم ؟ ! { أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير }{[5311]} { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم . قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم }{[5312]} { أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم }{[5313]} .

بل اللبس والقلق والحيرة تأتي من الهول الذي أعيدوا لملاقاته ، فهو هول جديد لا عهد لهم به من قبل { . . وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون }{[5314]} .

وفي الصحيح : يقول الله تعالى : ( يؤذيني ابن آدم يقول لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون من إعادته ) .


[5311]:سورة الأحقاف. الآية: 33.
[5312]:سورة يس. الآيتان 78-79.
[5313]:سورة يس. الآية 81.
[5314]:نقل الألوسي عن الأثرم: أنه نهر الجسد، ويقال له في العنق: الوريد، وفي القلب: الوتين وفي الظهر: الأبهر، وفي الذراع والفخذ: الأكحل والنسا، وفي الخنصر: الأسلم.