تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (62)

61

المفردات :

تؤفكون : تصرفون عن عباد الله .

التفسير :

62- { ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون } .

هذا هو الله سبحانه ربكم وخالقكم ، وهو خالق كلّ شيء من هذه المخلوقات .

فالكون والسماء والأرض ، والبحار والجبال ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، والإنسان والحيوان والنبات والفضاء ، وكل هذه المخلوقات التي أمامكم خلقها الله ، وسخرها لخدمة الإنسان ، ولم يدّع إنسان أنه خلقها ، وهي لا تخلق نفسها ، فلا بد لكل صنعة من صانع ، فالكون كلّه محدَث ، ولا بد لكل محدَث من خالق ، وهذا الخالق هو الله سبحانه وتعالى ، مُتّصف بالقدرة والإرادة ، والعلم والسمع والبصر وسائر الكمالات ، إن الله على كل شيء قدير ، إن الله سميع بصير .

{ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون } .

لا معبود بحق سواه ، فهو رب العالمين ، وما سواه مخلوق ، فكيف تُصرفون عن عبادة الله وتوحيده

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (62)

تؤفكون : تصرَفون عن الحق .

ثم بين الله كمالَ قدرته وأنه الإله الواحد فقال :

{ ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إله إِلاَّ هُوَ فأنى تُؤْفَكُونَ }

ذلكم الذي أنعم عليكم بهذه النعم الجليلة هو الله خالق هذا الكون وما فيه ،

الإله الواحد المنفرد في الألوهية .

{ فأنى تُؤْفَكُونَ }

فإلى أي جهة تُصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره ! .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (62)

{ ذَلِكُمُ } الذي فعل ما فعل { اللَّهُ رَبُّكُمْ } أي : المنفرد بالإلهية ، والمنفرد بالربوبية ، لأن انفراده بهذه النعم ، من ربوبيته ، وإيجابها للشكر ، من ألوهيته ، { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } تقرير أنه المستحق للعبادة وحده ، لا شريك له ، { خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } تقرير لربوبيته .

ثم صرح بالأمر بعبادته فقال : { فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } أي : كيف تصرفون عن عبادته ، وحده لا شريك له ، بعد ما أبان لكم الدليل ، وأنار لكم السبيل ؟ "

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (62)

قوله تعالى : " ذلكم الله ربكم خالق كل شيء " بين الدلالة على وحدانيته وقدرته . " لا إله إلا هو فأنى تؤفكون " أي كيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان بعد أن تبينت لكم دلائله كذلك ، أي كما صرفتم عن الحق مع قيام الدليل عليه ف " كذلك يؤفك " يصرف عن الحق الذين كانوا بآيات الله يجحدون .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (62)

قوله : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ } يبين الله أنه هو المنعم المتفضل على عباده بما امتنَّ به عليهم من جزيل النعم ؛ فذلكم هو الخالق والمالك والمتفضل الذي لا تنبغي الإلهية والعبادة إلا له وحده دون غيره من المخاليق فهو سبحانه : { خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } .

قوله : { فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } أي كيف تنقلبون عن دين الله الحق ، وتنصرفون عن عبادة الله وحده إلى غيره من الشركاء والأنداد المصطنعين بعد أن تبين لكم من الدلائل أن الله هو الخالق المنعم المقتدر .