تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ} (5)

المفردات :

العهن : الصوف .

المنفوش : الذي نفشته بيدك أو بآلة أخرى ، ففرقت شعراته بعضها عن بعض .

التفسير :

5- وتكون الجبال كالعهن المنفوش .

الجبال تصبح رخوة مفتتة متهايلة ، كالعهن . وهو الصوف المنفوش . الذي نقش بالندف وأصبح خفيفا ، تحركه الرياح والأنفاس .

وإذا كانت الجبال في الدنيا في الدنيا يضرب بها المثل في الرسوخ والتماسك ، فقد صارت في الآخرة هلاما رخوا ، متطايرا غير متماسك ، كما قال تعالى : وإذا الجبال سيّرت . ( التكوير : 3 ) .

وكما قال تعالى : وكانت الجبال كثيبا مهيلا . ( المزمل : 14 ) .

أي : رمالا متحركة غير متماسكة .

وقال تعالى : وسيّرت الجبال فكنت سرابا . ( النبأ : 20 ) .

فالجبال يوم القيامة تقتلع من أماكنها ، ويتحوّل تماسكها إلى رمال متحركة متناثرة ، ثم تذرّى في الهواء ، فتتطاير كالصوف المنفوش ، ثم تصبح سرابا لا حقيقة لها ، حيث تسوّى الأرض ، وتبدّل بأرض بيضاء مستوية : لا ترى فيها عوجا ولا أمتا . ( طه : 107 ) . أي : لا ارتفاع فيها ولا انخفاض .

إذا كان هذا حال الجبال ، فما بالك بالإنسان الذي خلقه الله ضعيفا ، إنه يصاب يوم القيامة بالهلع والمفاجأة وشدة الصدمة .

قال تعالى : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم* يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد . ( الحج : 1 ، 2 ) .

وقيل : إن ذلك الهول يصيب لكفار والعصاة من المؤمنين ، أما الصالحون المهتدون فتنزل عليهم الملائكة تطمئنهم وتبشرهم بالجنة ونعيمها .

قال تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون* نزلا من غفور رحيم . ( فصلت : 30-32 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ} (5)

العهن : الصوف .

المنفوش : المتطاير المنتشر .

وتكون الجبالُ كالصُّوف الملوَّنِ المتطايرِ في الهواء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ} (5)

وأما الجبال الصم الصلاب ، فتكون { كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } أي : كالصوف المنفوش ، الذي بقي ضعيفًا جدًا ، تطير به أدنى ريح ، قال تعالى : { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } ثم بعد ذلك تكون هباء منثورًا ، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد ، فحينئذ تنصب الموازين ، وينقسم الناس قسمين : سعداء وأشقياء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ} (5)

قوله تعالى : { وتكون الجبال كالعهن المنفوش }

أي الصوف الذي ينفش باليد ، أي تصير هباء وتزول ، كما قال جل ثناؤه في موضع آخر : { هباء منبثا }{[16322]} [ الواقعة : 6 ] وأهل اللغة يقولون : العهن الصوف المصبوغ . وقد مضى في سورة " سأل سائل " {[16323]} .


[16322]:آية 6 سورة الواقعة.
[16323]:راجع جـ 18 ص 284.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ} (5)

ولما كانت الجبال أشد ما تكون ، عظم الرهبة بالإخبار بما يفعل بها فقال تعالى : { وتكون الجبال } على ما هي عليه من الشدة والصلابة ، وأنها صخور راسخة { كالعهن } أي الصوف المصبوغ ؛ لأنها ملونة ، كما قال تعالى :

{ ومن الجبال جدد بيض وحمر }[ فاطر : 27 ] أي وغير ذلك { المنفوش * } أي المندوف المفرق الأجزاء الذي ليس هو بمتلبد شيء منه على غيره ، فتراها لذلك متطايرة في الجو كالهباء المنثور حتى تعود الأرض كلها لا عوج فيها ولا أمتاً .