تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

شقاء أهل الشمال

{ وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه 25 ولم أدر ما حسابيه 26 يا ليتها كانت القاضية 27 ما أغنى عني ماليه 28 هلك عني سلطانيه 29 خذوه فغلّوه 30 ثم الجحيم صلّوه 31 ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه 32 إنه كان لا يؤمن بالله العظيم 33 ولا يحضّ على طعام المسكين 34 فليس له اليوم هاهنا حميم 35 ولا طعام إلا من غسلين 36 لا يأكله إلا الخاطئون 37 }

25

التفسير :

وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه .

يلقى السعداء الجنة والتكريم ، ويلقى الأشقياء العذاب والإهانة .

والمعنى :

وأما الأشقياء فإنهم يأخذون كتابهم بشمالهم ، وهو علامة الذل والمهانة ، لما يرون في كتابهم من الخطايا والذنوب ، وما ينتظرهم من العذاب والهوان ، فيتمنى أنه لم يؤت كتابه مطلقا ، لما يحمل كتابه من الأعمال القبيحة .

قال سبحانه وتعالى : ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا . ( الكهف : 49 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

وأما الأشقياء ، وهم الذين كذّبوا الرسلَ ، ولم يؤمنوا بالله ولا البعث والحساب - فإن الواحدَ منهم حين ينظر في صحيفة أعماله بعد أن تلقّاها بشماله - ينفر منها ويقول :

{ يا ليتني لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } .

يا ليتني لم أتلقّ كتابي .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

{ 25 - 37 } { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ }

هؤلاء أهل الشقاء يعطون كتب أعمالهم السيئة{[1214]}  بشمالهم تمييزا لهم وخزيا وعارا وفضيحة ، فيقول أحدهم من الهم والغم والخزي{[1215]} { يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } لأنه يبشر بدخول النار والخسارة الأبدية .


[1214]:- في ب: كتبهم المشتملة على أعمالهم السيئة.
[1215]:- في ب: الحزن.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

ولما كانت العادة جارية بأن أهل العرض ينقسمون إلى قسمين : مقبول ومردود ، وذكر سبحانه وتعالى المقبول بادئاً به تشويقاً إلى حاله وتغبيطاً بعاقبته{[68081]} وحسن مآله ، أتبعه المردود تنفيراً عن أعماله بما ذكر من قبائح أحواله فقال : { وأما من } ولما كان الدال على المساءة الإيتاء على وجه قبيح ، لا تعيين المؤتي ، قال بانياً للمفعول لذلك وللدلالة على ذل الأخذ وعدم قدرته على الامتناع عن شيء يسوءه : { أوتي كتابه } أي صحيفة أعماله{[68082]} - أعاذنا الله من ذلك{[68083]} { بشماله فيقول } أي لما يرى من سوء عاقبته التي كشف له عنها الغطاء {[68084]}حتى لم يشك{[68085]} فيها لما يرى من قبائحه التي قدمها ، وكل ما{[68086]} يأتي مما يوهم سكتة في ذلك{[68087]} اليوم فمن باب المكابرة والمدافعة بالباطل على ما كان عليه في الدنيا{[68088]} { يا ليتني } تمنياً للمحال ، وجرى عن نسق ما مضى في البناء للمفعول الدال على ذله و{[68089]}عدم جبلته{[68090]} فقال : { لم أوت } أي من مؤت ما { كتابيه * } أي هذا الذي ذكرني بخبائث أعمالي وعرفني جزاءها


[68081]:- من ظ وم، وفي الأصل: محاله.
[68082]:- من ظ وم: حسابه.
[68083]:- من ظ وم: حسابه.
[68084]:- من ظ وم، وفي الأصل: لأمتك.
[68085]:- من ظ وم، وفي الأصل: لأمتك.
[68086]:- من ظ وم، وفي الأصل: كان.
[68087]:- من ظ وم، وفي الأصل: هذا.
[68088]:- زيد في الأصل: بقوله، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68089]:- من ظ وم، وفي الأصل: على خيبته.
[68090]:- من ظ وم، وفي الأصل: على خيبته.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ} (25)

قوله تعالى : { وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه 25 ولم أدر ما حسابيه 26 ياليتها كانت القاضية 27 ما أغنى عني ماليه 28 هّلك عني سلطانيه 29 خذوه فغلّوه 30 ثم الجحيم صلّوه 31 ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه 32 إنه كان لا يؤمن بالله العظيم 33 ولا يحضّ على طعام المسكين 34 فليس له اليوم هاهنا حميم 35 ولا طعام إلا من غسلين 36 لا يأكله إلا الخاطئون } .

ذلك إخبار ثان مقابل للإخبار السابق ، إذ يبين الله ههنا حال الظالمين الخاسرين ، من أهل الشقوة والتّعس ، الذين خسروا أنفسهم فباءوا بالويل وسوء المصير . وأولئك يؤتون صحائف أعمالهم بشمائلهم فيعلمون أنهم هالكون . وحينئذ تغشى قلوبهم ووجوههم غاشية من الفزع واليأس والسواد والقتر وغير ذلك من معالم الهوان والخسران الذي تكشف عنه هذه الآيات المثيرة بروعة نظمها الباهر ، وحلاوة أجراسها الطنانة العجاب ذات الإيقاع المثير ، والرنين المهيّج القارع ، الذي يصخ الأسماع صخا . ويأتي في مقدمة ذلك كله ، هاء السّكت عقب كل كلمة من أواخر هذه الآيات . وهذا الحرف في مثل هذا الموضع من الكلمة عقب كل آية لا جرم أنه مثير للحس بالغ الإثارة ، مستنفر للوجدان أيما استنفار . وذلك قوله : { وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه } من أعطي حينئذ كتاب أعماله بشماله فإنه يغشاه من الندم والحسرة ما يغشاه ثم ينادي قائلا { ياليتني لم أوت كتابيه 25 ولم أدر ما حسابيه } .