تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا} (28)

24

المفردات :

قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم ، وسمّي قضبا لأنه يقضب ، أي يقطع مرة بعد أخرى .

غلبا : واحدها غلباء ، أي ضخمة عظيمة .

الأب : المرعى ، لأنه يؤبّ ، أي يؤمّ وينتجع .

متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به ، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم .

التفسير :

27 ، 28 ، 29 ، 30 ، 31 ، 32- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم .

هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :

الحب : كالشعير والقمح والذرة ، والفول والترمس .

العنب : وهو معروف .

الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة ، وهو رطب مثل : البرسيم ، والجتّ وهو القتّ .

الزيتون : منه الأخضر والأسود ، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء .

النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح ، والسعف والخوص ، وكل شيء في النخلة نافع .

حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة ، ومتكاثفة كثيرة .

الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار ، أي يستمتع به ، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها .

الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض ، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه ، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان ، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب .

متاعا لكم ولأنعامكم .

جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم ، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه ، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع ، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان ، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة ، ويمر في حياته بمراحل أخرى ، من الطفولة والمراهقة والشباب ، والرجولة والكهولة والشيخوخة ، ويسّر له المطر والنبات والطعام ، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه ، فسبحان من كرّم الإنسان ، وسخر له الكون ، وأرسل له الرسل ، وأنزل الكتب ، فسبحانه ، سبحان الله العلي العظيم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا} (28)

وقَضْبا : كل ما يؤكل من النبات والخضار والبقول غضاً طريا .

وعنباً ونباتاً يؤكل رَطبا .

     
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا} (28)

" وعنبا وقضبا " وهو القت والعلف ، عن الحسن : سمي بذلك لأنه يقضب أي يقطع بعد ظهوره مرة بعد مرة . قال القتبي وثعلب : وأهل مكة يسمون القت القضب . وقال ابن عباس : هو الرطب لأنه يقضب من النخل ، ولأنه ذكر العنب قبله . وعنه أيضا : أنه الفِصفِصة وهو القت الرطب . وقال الخليل : القضب الفِصْفِصْة الرطبة . وقيل : بالسين ، فإذا يبست فهو قت . قال : والقضب : اسم يقع على ما يقضب من أغصان الشجرة ، ليتخذ منها سهام أو قسي . ويقال : قضبا ، يعني جميع ما يقضب ، مثل القت والكراث وسائر البقول التي تقطع فينبت أصلها . وفي الصحاح : والقضة والقضب الرطبة ، وهي الإسفست بالفارسية ، والموضع الذي ينبت فيه مقضبة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا} (28)

ولما كان الحب قوتاً فبدأ به لأنه الأصل في القوام ، عطف عليه ما هو فاكهة وقوت فقال{[71728]} : { وعنباً } هو فاكهة في حال عنبيته وقوت باتخاذه زبيباً ودبساً وخلاً{[71729]} . ولما كان ذلك{[71730]} في بيان عجائب الصنع ليدل على القدرة على كل شيء فيدل على-{[71731]} القدرة على البعث فذكر ما إن أخذ من منبته قبل بلوغه فسد ، وإن ترك اشتد وصلح للادخار ، واتبعه ما إن ترك على أصله فسد{[71732]} ، وإن أخذ وعولج -{[71733]} صلح للادخار ، أتبعه ما لا يصلح-{[71734]} للادخار بوجه فقال : { وقضباً * } وهو الرطب من البقل وغيره ، وهو يزيد على الماضيين بأنه فيه ما هو دواء نافع وسم ناقع ، وبأنه{[71735]} يقطع مرة بعد أخرى فيخلف ، سمي بمصدر قضبه - إذا قطعه بحصد أو قلع .


[71728]:من ظ، وفي الأصل: وغير ذلك، وكل ذلك ساقط من م.
[71729]:زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71730]:سقط من م.
[71731]:زيد من م.
[71732]:من ظ و م، وفي الأصل: أخذ.
[71733]:زيد من ظ و م.
[71734]:زيد من ظ و م.
[71735]:من ظ و م، وفي الأصل: إنه.