اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا} (28)

«وعِنَباً » وإنما ذكره بعد الحب ؛ لأنه غذاء من وجه ، وفاكهة من وجه .

قوله : { وَقَضْباً } : القَضْبُ هنا ، قال ابن عباس : هو الرطبُ ، لأنه يقضب النخل ، أي : يقطع ، ورجَّحه بعضهم بذكره بعد العنب ، وكثيراً ما يقترنان .

وقيل : القت .

قال القتيبي : كذا يسميه أهلُ «مكة » .

وقيل : كُل ما يُقْضَبُ من البُقولِ لبني آدمَ .

وقيل : هو الرَّطبةُ ، والمقاضب : الأرض التي تنبتها .

قال الراغب : والقَضْبُ : كالقضيب ، لكن القضيب يستعمل في فروع الشجر ، والقضبُ يستعمل في البقل ، والقَضَبُ : أي بالفتح قطع القَضْب والقضيب ، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى في ثوبٍ تصليباً قضبه ، وسيفٌ قاضبٌ وقضيبٌ ، أي : قاطعٌ ، فالقضيب - هاهنا - بمعنى : الفاعل ، وفي الأول : بمعنى المفعول ، وكذا قولهم : ناقة قضيب ، لما تركب من بين الإبل ولما ترض ، ويقال لكل ما لم يهذب : مقتضب ، ومنه اقتضاب الحديث ، لما لم يترو فيه .

وقال الخليل : القَضْبُ : أغصان الشجرة التي يتّخذ منها سهامٌ أو قسيٌّ .

وقال ابن عباس : إنه الفصفصة ، وهوالقتّ الرطب{[59385]} .

وقال الخليل : القَضْبُ : الفصفصة الرطبة .

وقيل : بالسين ، فإذا يبست فهو قتّ .


[59385]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/449)، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/521)، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.