تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (68)

66

المفردات :

قضى أمرا : أراد إيجاد شيء .

كن فيكون : تمثيل لسرعة إيجاده ، وتصوير لتأثير قدرته تعالى في المقدورات عند تعلق إرادته بها ، من غير أن يكون هناك آمر أو مأمور ، والخلاصة أنه إذا أراد إيجاد شيء أوجده في لمح البصر .

التفسير :

68- { هو الذي يحي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } .

الحياة بيد الله والموت بيده ، والنهار والليل ، الهدى والضلال ، الخلق والموت ، كل ذلك بقدرته ، فولادة الوليد وتطوره طفلا ثم فتى ثم شابا ثم شيخا ، ثم موته ودفنه وبعثه وحسابه ، كل ذلك بيد القدرة الإلهية التي تفعل ما تريد ، وتنفّذ ما تشاء في أقل من لمح البصر .

والآية تمثيل لكمال القدرة ، وتصوير لتنفيذ مراده سبحانه ، فإذا أراد الله أمرا وُجد ، وكان في سرعة استجابة المأمور والمطيع للآمر المطاع ، والله أعلم .

قال المفسرون :

والمراد من الآية التنبيه على قدرة الله في الإحياء والإماتة ، وعلى سرعة إنجاز الخلق والتكوين بمجرد إرادة الله تعالى الفعل .

وقال الزمخشري :

والآية تشير إلى قدرته على الإحياء والإماتة ، وسائر ما ذكر من أفعاله الدالة على أن مقدورا لا يمتنع عليه ، كأنه قال : فلذلك الاقتدار ، إذا قضى أمرا كان أهون شيء عليه وأيسره .

وقال الآلوسي في تفسيره :

وهذا عند الخلف تمثيل لتأثير قدرته تعالى في المقدورات ، عند تعلق إرادته – سبحانه – بها ، وتصوير لسرعة ترتيب المكونات على تكوينه ، من غير أن يكون هناك آمر ومأمور .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (68)

قوله تعالى : " هو الذي يحيي ويميت " زاد في التنبيه أي هو الذي يقدر على الإحياء والإماتة . " فإذا قضى أمرا " أي أراد فعله " فإنما يقول له كن فيكون " نصب " فيكون " ابن عامر على جواب الأمر . وقد مضى في " البقرة " {[13399]} القول فيه .


[13399]:راجع ج 2 ص 87 طبعة ثانية.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (68)

قول : { هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } ذلك تنبيه من الله إلى أن الإحياء والإماتة بيده ؛ فهو سبحانه قادر على ذلك وهو بيده مقاليد كل شيء ولا يعجزه صنع شيء .

قوله : { فَإِذَا قَضَى أَمْرًا } إذا أراد أن يخلق شيئا أو يفعل أمرا من الأمور { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } أي يقول للذي يريد تكوينه أو خلْقه { كُنْ } فإنه يكون دون تردد أو تخلف . ودون نَصَب من الله أو معاناة . {[4032]}


[4032]:تفسير الطبري ج 24 ص 53-54 وتفسير القرطبي ج 15 ص 330