{ كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون . }
لا يعلمون : جهلة مقلدون لا يطلبون العلم ويصرون على خرافات اعتقدوها .
أي : بمثل ذلك التكذيب والإعراض يترك الله القلوب مقفلة ، مختوما عليها ومطبوعا عليها فلا تسمح بدخول جديد من الهداية والإيمان ولا بخروج قديم من التقليد والاعتقاد الفاسد فهم لا يبحثون عن الحق ولا يطلبون العلم بل يصرون على خرافات اعتقدوها وترهات ابتدعوها .
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
فهم جاهلون للحق ويجهلون أنهم جهلة للحق أي إن جهلهم مركب فهو صارف لهم عن طلب العلم ومعرفة الصواب كما قال الشاعر :
قال حمار الحكيم نوما *** لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط *** وصاحبي جاهل مركب
وهكذا تجد هذه السورة المكية ، سورة الروم تأخذ بأذهان المشاهدين إلى الآخرة والبعث والحساب ثم تشدهم إلى الدنيا والقرآن وعجائبه .
ولما كان من أعجب العجب أن من يدعي العقل يصر على التكذيب بالحق ، ولا يصغي لدليل ، ولا يهتدي لسبيل ، قال مستأنفاً في جواب من سأله{[53543]} : هل يكون مثل هذا الطبع ؟ ومرغباً في العلم : { كذلك } أي مثل هذا الطبع العظيم جداً ، {[53544]}ولما كان كون الشيء الواحد لناس هداية ولناس{[53545]} ضلالة جامعاً إلى العظمة تمام العلم والحكمة ، صرف الخطاب عنها إلى الاسم الأعظم الجامع فقال : { يطبع الله } أي الذي لا كفوء له ، فمهما أراد كان ، عادة مستمرة ، ونبه على كثرة المطبوع عليهم بجمع الكثرة فقال : { على قلوب الذين لا يعلمون* } أي لا يجددون - أي{[53546]} لعدم القابلية - العلم{[53547]} بأن لا يطلبوا{[53548]} علم ما يجهلونه مما حققه هذا الكتاب من علوم {[53549]}الدنيا والآخرة{[53550]} رضىً منهم بما عندهم من جهالات سموها دلالات ، وضلالات ظنوها هدايات وكمالات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.