نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (59)

ولما كان من أعجب العجب أن من يدعي العقل يصر على التكذيب بالحق ، ولا يصغي لدليل ، ولا يهتدي لسبيل ، قال مستأنفاً في جواب من سأله{[53543]} : هل يكون مثل هذا الطبع ؟ ومرغباً في العلم : { كذلك } أي مثل هذا الطبع العظيم جداً ، {[53544]}ولما كان كون الشيء الواحد لناس هداية ولناس{[53545]} ضلالة جامعاً إلى العظمة تمام العلم والحكمة ، صرف الخطاب عنها إلى الاسم الأعظم الجامع فقال : { يطبع الله } أي الذي لا كفوء له ، فمهما أراد كان ، عادة مستمرة ، ونبه على كثرة المطبوع عليهم بجمع الكثرة فقال : { على قلوب الذين لا يعلمون* } أي لا يجددون - أي{[53546]} لعدم القابلية - العلم{[53547]} بأن لا يطلبوا{[53548]} علم ما يجهلونه مما حققه هذا الكتاب من علوم {[53549]}الدنيا والآخرة{[53550]} رضىً منهم بما عندهم من جهالات سموها دلالات ، وضلالات ظنوها هدايات وكمالات .


[53543]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: سأل.
[53544]:العبارة من هنا إلى "الجامع فقال" ساقطة من م.
[53545]:في ظ: الناس.
[53546]:سقط من ظ وم ومد.
[53547]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: للعلم.
[53548]:في ظ: لا يطلبون.
[53549]:في ظ: الآخرة والدنيا.
[53550]:في ظ: الآخرة والدنيا.