تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (59)

الآية 59 وقوله تعالى : { كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون } قد ذكرنا في غير موضع أن قوله : { لا يعلمون } يخرج على وجهين :

أحدهما : لم يعلموا لما لم يتأملوا ، ولم ينظروا ، في أسباب العلم لكي يعلموا ، ولا عذر لهم في جهلهم . ذلك لما أعطوا أسباب العلم . لكنهم لم يستعملوها . فمنهم جاء ذلك فلم يعذروا .

والثاني : نفى عنهم العلم على وجود العلم لهم وكونه لما لم ينتفعوا بما علموا على ما ذكرنا من نفي الحواس عنهم مع وجودها وكونها لهم( {[16147]} ) لما لم ينتفعوا بها ، ولم يستعملوها في ما جعلت ، وأنشئت لها . فعلى ذلك العلم ، والله أعلم .


[16147]:أدرج بعدها في الأصل وم: تلك الحواس.