فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (59)

{ كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون } كما طبع الله على قلوبهم حتى لا يفهموا الآيات عن الله فكذلك يطبع على قلوب الذين لا يعلمون أدلة التوحيد-{[3403]}[ { يطبع } أي يختم { الله } الذي جلت عظمته وعظمت قدرته{ على قلوب الذين لا يعلمون } أي لا يطلبون العلم ولا يتحرون الحق ، بل يصرون على خرافات اعتقدوها وترهات ابتدعوها ، فإن الجهل المركب{[3404]} يمنع إدراك الحق ، ويوجب تكذيب المحق ، ومن هنا قالوا : هو شر من الجهل البسيط . . . {[3405]} ] ، فإذا علمت غاية حمقهم ، وبالغ جهلهم ، فلا يحزنك تكذيبهم وإعراضهم ، ولتثبت ومن معك على الحق ودعوتهم إليه ، حتى يهتدوا أو يحكم الله بينكم ، فإن العاقبة لكم ، ولا يستفزنكم عن دينكم ، أو يزحزحكم عما جاءكم مكر عدوكم ، [ والخطاب للنبي والمراد أمته ]{[3406]}


[3403]:ما بين العارضتين مما أورد القرطبي.
[3404]:مما أورد الألوسي ثم تابع: وما ألطف ما قيل: قال حمار الحكيم يوما *** لو أنصف الدهر كنت أركب فإنني جاهل بسيط *** وصاحبي جاهل مركب
[3405]:وقد قالوا في تعريف الجاهل جهلا مركبا: هو الذي يجهل، ويجهل أنه يجهل.
[3406]:مما جاء في الجامع لأحكام القرآن.