تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَقَدۡ جِئۡنَٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَٰرِهُونَ} (78)

74

التفسير :

78- { لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون } . أرسلنا إليكم الرسل ، وأنزلنا إليكم الكتب ، وكنتم تعلمون صدق محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو المشهور بينكم بالصادق الأمين ، لقد كان إعراضكم عن الإيمان بسبب كراهة الحق لا بسبب جهل الحق ، عدلتم عن الإنصاف والإيمان والعدل ، وآثرتم الكفر والضلال والاسترسال في الشهوات والنزوات والخمر والزنا ، فكرهتم الحق والعدل والإنصاف .

قال ابن كثير :

{ لقد جئتكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون } .

أي : بينا لكم الحق ووضحناه وفسرناه ، ولكن كانت سجاياكم لا تقبله ولا تُقبل عليه ، وإنما تنقاد للباطل وتعظمه ، وتصد عن الحق وتأباه ، فعودوا على أنفسكم بالملامة ، واندموا حيث لا تنفعكم الندامة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَقَدۡ جِئۡنَٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَٰرِهُونَ} (78)

يحتمل أن يكون هذا من قول مالك لهم ، أي إنكم ماكثون في النار لأنا جئناكم في الدنيا بالحق فلم تقبلوا . ويحتمل أن يكون من كلام الله لهم اليوم ، أي بينا لكم الأدلة وأرسلنا إليكم الرسل . " ولكن أكثركم " قال ابن عباس : " ولكن أكثركم " أي ولكن كلكم . وقيل : أراد بالكثرة الرؤساء والقادة منهم ، وأما الأتباع فما كان لهم أثر " للحق " أي للإسلام ودين الله " كارهون " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَقَدۡ جِئۡنَٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَٰرِهُونَ} (78)

ولما ذكر سبحانه الساعة عند ذكر عيسى عليه الصلاة والسلام فقال { وإنه لعلم للساعة } وأكد أمرها وشرح بعض أحوالها إلى أن ختم بما دل على انحلال عزائمهم ولين شكائمهم ، وكانوا غير مقرين بذلك ، قال مؤكداً جواباً لمن يبصر بعض البصر فيقول : أحق هذا ؟ ويتوقع الجواب : { لقد جئناكم } أي في هذه السورة خصوصاً وجميع القرآن عموماً ، سمى مجيء الرسل مجيئاً لهم لما لمجيئهم من العظمة التي أشارت إليها النون { بالحق } الكامل في الحقية ، ولما كان ظهور حقيته بحيث لا يخفى على أحد ولكن شدة البغض وشدة الحب تريان الأشياء على غير ما هي عليه ، قال إشارة إلى ذلك : { ولكن أكثركم } أي أيها المخاطبون { للحق كارهون * } لما فيه من المنع عن الشهوات فلذلك أنتم تقولون : إنه ليس بحق لأجل كراهتكم فقط ، لا لأجل أن في حقيته نوعاً من الخفاء .