فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَقَدۡ جِئۡنَٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَٰرِهُونَ} (78)

{ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ } يحتمل أن يكون هذا من كلام الله سبحانه أو من كلام مالك والأول أظهر ، والمعنى : إنا أرسلنا إليكم الرسل وأنزلنا عليهم الكتب فدعوكم فلم تقبلوا ولم تصدقوا وهو معنى قوله .

{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } أي لا تقبلونه وتنفرون منه ، لأن مع الباطل الدعة ومع الحق التعب ، قيل معنى أكثركم كلكم وقيل أراد الرؤساء والقادة ومن عداهم أتباع لهم والمراد بالحق كل ما أمر الله به على ألسن رسله وأنزله في كتبه وقيل خاص بالقرآن .