تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

وألوان عذاب الكافرين

{ انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون 29 انطلقوا إلى ظلّ ذي ثلاث شعب 30 لا ظليل ولا يغني من اللهب 31 إنها ترمي بشرر كالقصر 32 كأنه جمالة صفر 33 ويل يومئذ للمكذبين 34 هذا يوم لا ينطقون 35 ولا يؤذن لهم فيعتذرون 36 ويل يومئذ للمكذبين37 هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين 38 فإن كان لكم كيد فكيدون 39 ويل يومئذ للمكذبين 40 }

المفردات :

ظل : هو دخان جهنم .

ثلاث شعب : فرق ثلاث كالذوائب .

لا ظليل : غير مظل من الحرّ .

لا يغني من اللهب : لا يدفع شيئا من لهب جهنم .

التفسير :

31- انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون* انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب* لا ظليل ولا يغني من اللهب .

أي : سيروا إلى عذاب جهنم التي كنتم تكذّبون بها ، وتستبعدون أن تنالكم ، وتدّعون أنكم قادرون على أن تهزموا حرّاس جهنم التسعة عشر وتخرجوا منها ، فأخبركم الله أنهم ملائكة ، وإذا كلفكم الله بأمر أعطاهم القدرة على تنفيذه .

انطلقوا إلى ظلّ ذي ثلاث شعب .

هناك في يوم القيامة مواقف متعددة ، ومن هذه المواقف العذاب تحت ظلّ في جهنم ، هذا الظل ليس باردا مريحا ، ولا واقيا من حر الشمس ، وليس له حيطان وستور تحمي من لهب النار .

كما قال تعالى : لا بارد ولا كريم . ( الواقعة : 44 ) .

فتسميته بالظل من باب التهكم أو المقابلة ، حيث يتمتع المؤمنون بظل ظليل .

قال تعالى : ودانية عليهم ظلالها . . . ( الإنسان : 14 ) .

أما الكفار فقال الله عنهم : وظلّ من يحموم* لا بارد ولا كريم . ( الواقعة : 43 ، 44 ) .

إن الظل ألوان من العذاب ، فأحيانا يكون الظل تحتهم وفوقهم ، قال تعالى : لهم من فوقهم ظلال من النار ومن تحتهم ظلل . . . ( الزمر : 16 ) .

والظل في جهنم من كثرته وطوله وقوّته يتشعب إلى ثلاث شعب ، ربما كانت واحدة فوقهم ، وأخرى تحت رجلهم ، وثالثة عن يسارهم ، كفانا الله شر النار وعذاب النار .

قال تعالى : يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم . . . ( العنكبوت : 55 ) .

لا ظليل ولا يغني من اللهب .

إنه ظل خانق يأخذ بالأنفاس ، ويتسبّب في شدة العطش ، ولا يحمي من لهب جهنم ، والشمس تلفح الكافرين وتسفعهم ، وتأخذ بأنفاسهم ، أما المؤمنون فيظلّون في ظل عرش الله يوم لا ظلّ إلا ظله .

وذهب بعض المفسرين إلى أن ظل جهنم ينقسم إلى ثلاث شعب : شعبة للمنافقين ، وشعبة للكافرين ، وشعبة لعصاة المؤمنين ، وكل شعبة تناسب أصحابها ، وتناسب حجم العذاب الذي يستحقونه منها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

{ انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ } أي : إلى ظل نار جهنم ، التي تتمايز في خلاله ثلاث شعب أي : قطع من النار أي : تتعاوره وتتناوبه وتجتمع به .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

{ انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب } يعني دخان جهنم إذا ارتفع تشعب وافترق ثلاث فرق . وقيل : يخرج عنق من النار فيتشعب ثلاث فرق نور ودخان ، ولهب ، فأما النور فيقف على رؤوس المؤمنين ، والدخان يقف على رؤوس المنافقين ، واللهب الصافي يقف على رؤوس الكافرين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

ولما كان المراد زيادة تبكيتهم{[70909]} وتقريعهم والتهويل عليهم ، كرر الأمر واصفاً ما{[70910]} أمروا بالانطلاق إليه فقال : { انطلقوا } هذا على قراءة الجماعة ، و{[70911]}قراءة رويس عن يعقوب بصيغة الماضي للدلالة على تمام انقيادهم هناك ، وأنه لا شيء من منعه عندهم{[70912]} أصلاً ، وهي استئنافية لجواب من يقول : ما كان حالهم عند هذا الأمر الفظيع ؟ { إلى ظل } أي من دخان جهنم الذي سمي باليحموم لما ذكر في الواقعة { ذي ثلاث شعب * } ينشعب من عظمه{[70913]} كما ترى الدخان العظيم يتفرق ذوائب ، وخصوصية الثلاث لأن التكذيب بالله وكتبه ورسله ، فتعذبهم كل واحدة منها عذاباً يعلمون هناك لأي تكذيبة منها هي ، أو لأن الحاجب عن أنوار القدس الحس والخيال والوهم ، أو لأن السبب فيه القوة الوهمية{[70914]} الحالة في الدماغ ، والغضبية التي في عين القلب ، والشهوية التي في يساره ، وقيل{[70915]} : تخرج عنق من النار تكون ثلاث فرق : نار ونور ودخان ، يقف النور على المؤمنين ، واللهب الصافي على الكافرين ، والدخان على المنافقين ، تكون كذلك إلى حين{[70916]} الفراغ من الحساب ، وقال الرازي : الشعب لهب وشرر ودخان .


[70909]:من ظ و م، وفي الأصل: تكذيبهم.
[70910]:من ظ و م، وفي الأصل: بما.
[70911]:زيد في الأصل: أما على، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70912]:من ظ و م، وفي الأصل: عليهم.
[70913]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م فحذفناها.
[70914]:من ظ، وفي الأصل و م:الواهمة.
[70915]:راجع المعالم 7/164.
[70916]:سقط من ظ و م.