فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

{ انطلقوا إلى ظِلّ ذِي ثلاث شُعَبٍ } أي إلى ظل من دخان جهنم قد سطع ، ثم افترق ثلاث فرق تكونون فيه حتى يفرغ الحساب . وهذا شأن الدخان العظيم إذا ارتفع تشعب شعباً . قرأ الجمهور { انْطَلِقُوا } في الموضعين على صيغة الأمر على التأكيد . وقرأ رويس عن يعقوب بصيغة الماضي في الثاني : أي لما أمروا بالانطلاق امتثلوا ذلك فانطلقوا . وقيل : المراد بالظل هنا هو السرادق ، وهو لسان من النار يحيط بهم . ثم يتشعب ثلاث شعب فيظلهم حتى يفرغ من حسابهم ، ثم يصيرون إلى النار . وقيل : هو الظلّ من يحموم كما في قوله : { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ } [ الواقعة : 42 ، 43 ] على ما تقدم .