نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

ولما كان المراد زيادة تبكيتهم{[70909]} وتقريعهم والتهويل عليهم ، كرر الأمر واصفاً ما{[70910]} أمروا بالانطلاق إليه فقال : { انطلقوا } هذا على قراءة الجماعة ، و{[70911]}قراءة رويس عن يعقوب بصيغة الماضي للدلالة على تمام انقيادهم هناك ، وأنه لا شيء من منعه عندهم{[70912]} أصلاً ، وهي استئنافية لجواب من يقول : ما كان حالهم عند هذا الأمر الفظيع ؟ { إلى ظل } أي من دخان جهنم الذي سمي باليحموم لما ذكر في الواقعة { ذي ثلاث شعب * } ينشعب من عظمه{[70913]} كما ترى الدخان العظيم يتفرق ذوائب ، وخصوصية الثلاث لأن التكذيب بالله وكتبه ورسله ، فتعذبهم كل واحدة منها عذاباً يعلمون هناك لأي تكذيبة منها هي ، أو لأن الحاجب عن أنوار القدس الحس والخيال والوهم ، أو لأن السبب فيه القوة الوهمية{[70914]} الحالة في الدماغ ، والغضبية التي في عين القلب ، والشهوية التي في يساره ، وقيل{[70915]} : تخرج عنق من النار تكون ثلاث فرق : نار ونور ودخان ، يقف النور على المؤمنين ، واللهب الصافي على الكافرين ، والدخان على المنافقين ، تكون كذلك إلى حين{[70916]} الفراغ من الحساب ، وقال الرازي : الشعب لهب وشرر ودخان .


[70909]:من ظ و م، وفي الأصل: تكذيبهم.
[70910]:من ظ و م، وفي الأصل: بما.
[70911]:زيد في الأصل: أما على، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70912]:من ظ و م، وفي الأصل: عليهم.
[70913]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م فحذفناها.
[70914]:من ظ، وفي الأصل و م:الواهمة.
[70915]:راجع المعالم 7/164.
[70916]:سقط من ظ و م.