فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

{ انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب } أي إلى ظل من دخان جهنم قد سطع ثم افترق ثلاث فرق يكونون فيه حتى يفرغ من الحساب ، وهذا شأن الدخان العظيم إذا ارتفع تشعب شعبا .

قرأ الجمهور انطلقوا في الموضعين على صيغة الأمر على التأكيد ، وقرئ بصيغة الماضي في الثاني أي لما أمروا بالإنطلاق امتثلوا ذلك فانطلقوا ، وقيل المراد بالظل هنا هو السرادق ، وهو لسان من النار تحيط بهم ثم تتشعب ثلاث شعب فتظلهم حتى يفرغ من حسابهم ثم يصيرون إلى النار ، وقيل هو الظل من يحموم كما في قوله { في سموم وحميم ، وظل من يحموم } على ما تقدم ، وقيل أن الشعب الثلاث هي الضريع والزقوم والغسلين لأنها أوصاف النار .