الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱنطَلِقُوٓاْ إِلَىٰ ظِلّٖ ذِي ثَلَٰثِ شُعَبٖ} (30)

( انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب )

أي : إلى ظل دخان ذي ثلاث شعب . وذلك أنه يرفع وقودها الدخان ، فإذا تصعد تفرق على ثلاث شعب {[72842]} ، وهو " دخان جهنم " {[72843]} .

[ وهو قوله : ( وظل من يحموم ) {[72844]} اليحموم : الدخان {[72845]} .

وقد قيل في قوله : " ( ذي ثلاث شعب ) إنه [ ظل ] {[72846]} الصليب الذي يعبده النصارى {[72847]} . وهو قول شاذ يوجب أن يكون المأمور بهذا ، النصارى خاصة ، وليست الآية إلا عامة في جميع الكفار ، وليس كلهم عبد الصليب ، فإنما أمروا إلى ظل دخان جهنم ، دخان قد انفرق على ثلاث شعب ] {[72848]} . قال قتادة : هو كقوله {[72849]} : ( نارا احاط بهم سراقدها ) {[72850]} .


[72842]:- أ: على ثلاث فرق. وانظر المصدر السابق.
[72843]:- هو قول مجاهد في المصدر السابق.
[72844]:- الواقعة: 43.
[72845]:- في قول ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبي صالح وقتادة والسدي في تفسير ابن كثير 4/315. وفي المفردات للراغب: 130 (حم): ("قيل أصله الدخان الشديد السواد، وتسميتُه إما لما فيه من فرط الحرارة، كما فسره في قوله {لا بارد ولا كريم} الواقعة: 44. أو لما تُصُوِّرَ فيه من الحِمَمَةِ".
[72846]:- أ: يضل.
[72847]:- حكاه ابن عطية في المحرر 16/202 عن ابن عباس وسكت عنه ونحو ذلك في روح المعاني 29/222.
[72848]:- ما بين معقوفتين [وهو قوله {وظل... على ثلاث شعب] ساقط من م، ث.
[72849]:- أ: كفرله.
[72850]:- الكهف: 29. وانظر هذا القول في جامع البيان 29/239 وزاد قتادة فقال: "والسرادق: دخان النار، فأحاط بهم سرادقها، ثم تفرق فكان ثلاث شعب، فقال: انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب.." وفي معنى السرادق قال الراغب في المفردات: 235 (سردق) "السرادق فارسي معرب، وليس في كلامهم اسم مفرد ثالثه ألف وبعده حرفان" وانظر المهذب للسيوطي: 98-99.