تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

المفردات :

طحاها : وطّأها وجعلها فراشا .

التفسير :

6- والأرض وما طحاها .

وأقسم بالأرض والله الذي طحاها ، أي بسطها وذلّلها ، ويسّر فيها أرزاقها ، سواء كان ذلك بالزراعة أو التجارة أو الصناعة أو السياحة ، وغير ذلك مما فيه استغلال ظاهر الأرض ، أو باستخراج المياه الجوفية ، والبترول والكنوز والحديد ، وسائر ما يستفاد به من باطن الأرض ، فالله يقسم بالأرض ، وبالله الذي خلقها وذللها ، وقدّر فيها أقواتها وأرزاقها ، فتبارك الله أحسن الخالقين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

ونحو ذلك قوله : { وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا } أي : مدها ووسعها ، فتمكن الخلق حينئذ من الانتفاع بها ، بجميع وجوه{[1436]}  الانتفاع .


[1436]:- في ب: أوجه
   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

قوله تعالى { والأرض وما طحاها }

أي وطحوها . وقيل : ومن طحاها ، على ما ذكرناه آنفا . أي بسطها ، كذا قال عامة المفسرين ، مثل دحاها . قال الحسن ومجاهد وغيرهما : طحاها ودحاها : واحد ، أي بسطها من كل جانب . والطحو : البسط ، طحا يطحو طحوا ، وطحى يطحي طحيا ، وطحيت : اضطجعت ، عن أبي عمرو . وعن ابن عباس : طحاها : قسمها . وقيل : خلقها ، قال الشاعر :

وما تدري جذيمةُ من طَحَاهَا *** ولا مَنْ سَاكِنُ العرشِ الرفيعِ

الماوردي : ويحتمل أنه ما خرج منها من نبات وعيون وكنوز ؛ لأنه حياة لما خلق عليها . ويقال في بعض أيمان العرب : لا ، والقمر الطاحي ، أي المشرف المشرق المرتفع . قال أبو عمرو : طحا الرجل : إذا ذهب في الأرض . يقال : ما أدري أين طحا ! ويقال : طحا به قلبه : إذا ذهب به في كل شيء . قال علقمة :

طَحَا بكَ قلبٌ في الحسانِ طَرُوبُ *** بُعَيْدَ الشباب عصرَ حان مشيبُ