أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين .
هل هناك من يشاركهم في ذلك الرأي ، وهو التسوية بين المسلمين والمجرمين ؟ وإن كان كذلك فليأتوا بهم إن كانوا صادقين .
والمقصود : إن أحدا لا يسلم لهم بهذا ولا يساعدهم عليه ، كما أنّهم لا كتاب لهم ينطق به ، ولا عهد لهم به عند الله ، ولا زعيم لهم يقوم به ويتصدّى لإنفاذه .
وربما احتملت الآية وجها آخر أو معنى آخر هو ما يأتي : لقد كان لكفار مكة شركاء لله في العبادة ، هي الأصنام والأوثان مثل : اللات والعزّى ومناة ، والقرآن هنا ينسب الشركاء إليهم لا إلى الله ، ويتحدّاهم أن يأتوا بهؤلاء الشركاء في يوم شديد الهول هو يوم القيامة ، يوم يكشف عن ساق . . .
ولما{[67669]} نفى أن يكون لهم منه سبحانه في تسويتهم{[67670]} بالمسلمين دليل عقلي أو نقلي أو عهد وثيق على هذا الترتيب{[67671]} المحكم والمنهاج الأقوم ، أتبعه ما يكون من عند غيره إن كان ثم غير على ما ادعوا فقال : { أم لهم شركاء } أي شرعوا لهم {[67672]}من الدين{[67673]} أمراً ووعدوهم بشيء أقاموا عليه من الأدلة ما أقمنا لنبينا صلى الله عليه وسلم { فليأتوا بشركائهم } أي بأقوالهم وأفعالهم كما أتينا نحن في نصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الأمرين معاً بما لا شبهة فيه ، وسجل عليهم بالكتاب{[67674]} ملهباً مهيجاً بما يحرق به أكبادهم ولا يقدرون على دفعه بوجه ، فيكون ذلك أعظم دليل على إبطالهم{[67675]} : فقال : { إن كانوا } أي جبلة وطبعاً { صادقين * } أي عريقين في هذا الوصف كما يدعونه ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.