اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَآءُ فَلۡيَأۡتُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ} (41)

قوله : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ } . هذه قراءة العامة .

وقرأ عبد الله{[57662]} : " أم لهم شرك فليأتوا بشركهم " بلفظ المصدرِ .

قال القرطبيُّ{[57663]} : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ } ، أي : ألهم ، والميم صلة ، ومعنى : شركاءُ ، أي : شهداء { فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَائِهِمْ } يشهدون على ما زعموا { إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } في دعواهم .

وقيل : فليأتوا بشركائهم إن أمكنهم ، فهو أمر تعجيز .

وقال ابن الخطيب{[57664]} : «في تفسيره وجهان :

الأول : أن المعنى أم لهم أشياء يعتقدون أنها شركاء لله ويعتقدون أن أولئك شركاء يجعلونهم في الآخرة مثل المؤمنين في الثواب ، والخلاص من العقابِ ، وإنما إضاف الشركاء إليهم ؛ لأنهم جعلوها شركاء للَّهِ ، كقوله : { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَيْءٍ }[ الروم : 40 ] .

الثاني : أم لهم أناسٌ يشاركونهم في هذا المذهب ، وهو التسوية بين المسلمين والمجرمين فليأتوا بهم إن كانوا صادقينَ في دعواهم ، والمراد بيان أنه كما ليس لهم دليل عقلي ، ولا دليل من كتاب يدرسونه ، فليس لهم من يوافقهم من العقلاء على هذا القولِ ، فدل ذلك على بطلانه » .


[57662]:ينظر: الدر المصون 6/358.
[57663]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن 18/161.
[57664]:ينظر: الفخر الرازي 30/82.