ولا بقول كاهن قليلا ما تذكّرون .
فالقرآن منهج متكامل للحياة ، يتفق مع الفطرة ويقنع العقل ، أما الكهانة فهي كلمات متناسقة ، لا تكون منهجا محيطا بالكون والحياة كما نجده في القرآن .
( والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، وما في الأرض من سائر ، من منجد وعاثر ، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر ) .
أما الآيات القرآن فتفيد أن الكون كلّه في رعاية الرحمان مثل :
إن الله يمسك السماوات والأرض أن لا تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا . ( فاطر : 41 ) .
ومثل قوله سبحانه : إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميّت ومخرج الميّت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون* فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم . ( الأنعام : 95 ، 96 ) .
ومثل قوله عز وجل : قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير* تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب . ( آل عمران : 26 ، 27 ) .
والكاهن يعتمد على الشياطين في نقل بعض الأخبار عن السماء ، والقرآن ورد بسبّ الشياطين ، فلا يعقل أن يكون بإلهامهم ، والقرآن الكريم فيه لفتات ليس من طبيعة البشر أن يلتفتوها ، مثل التعبير عن العلم الشامل الدقيق اللطيف ، في قوله تعالى : وعنده ، مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين . ( الأنعام : 59 ) .
" ولا بقول كاهن " لأنه ورد بسب الشياطين وشتمهم فلا ينزلون شيئا على من يسبهم . و " ما " زائدة في قوله : " قليلا ما تؤمنون " ، " قليلا ما تتذكرون " ، والمعنى : قليلا تؤمنون وقليلا تذكرون . وذلك القليل من إيمانهم هو أنهم إذا سئلوا من خلقهم قالوا : الله . ولا يجوز أن تكون " ما " مع الفعل مصدرا وتنصب " قليلا " بما بعد " ما " ، لما فيه من تقديم الصلة على الموصول ؛ لأن ما عمل فيه المصدر من صلة المصدر . وقرأ ابن محيصن وابن كثير وابن عامر ويعقوب " ما يؤمنون " ، و " يذكرون " بالياء . الباقون بالتاء ؛ لأن الخطاب قبله وبعده . أما قبله فقوله : " تبصرون " وأما بعده : " فما منكم " الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.