بما ظلموا : حلّ بهم العذاب الموعود بسبب ظلمهم .
85- { ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون }
ووجب عليهم العذاب الذي قلناه على ألسنة رسلنا ، حيث قال تعالى : { ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } [ السجدة : 13 ]
أي : لزمتهم مقولة العذاب ، بسبب ظلمهم وتكذيبهم ، ولم يجدوا حجة ولا وسيلة للاعتذار ، فصاروا كالمجرم الذي تقدم للمحكمة ، والأدلة كلها تؤكد ارتكابه للجريمة ، فعجز عن الدفاع لوضوح الأدلة ، وسكت عن النطق بما ينفي عنه التهمة .
وذكر المفسرون هنا أن القيامة فيها مواقف متعددة ، في بعض المواقف تكون المساءلة والاستجواب وسماع أقوال الناس ، قال تعالى : { وقفوهم إنهم مسؤولون } [ الصافات : 24 ] .
وفي بعض المواقف تنتهي الاستجوابات ، ويوقف سماع أي كلام ، وهذا يشبه على نحو ما عمل المحكمة في استجواب الخصوم ، وسماع أدلة الاتهام والدفاع ، وإفساح صدرها لكل رأي أو شهادة أو دفاع أو كتابة مذكرات : ثم تحجز القضية للنطق بالحكم ، فلا يقبل حينئذ سماع كلام .
قال تعالى : { هذا يوم لا ينطقون*ولا يؤذن لهم فيعتذرون } [ المرسلات : 35 ، 36 ] .
وقال سبحانه : { ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون }
ومن مأثور السابقين : الامتناع عن الكلام مع القدرة عليه كلام .
فالصمت لغة لها دلالتها ومضمونها ، وعدم نطق الكفار يوم القيامة ، معناه ما يأتي :
1- هم لا يملكون كلاما مفيدا ينقذهم من العذاب .
2- أو هم في مرحلة لا يسمح لهم فيها بالنطق ، تبكيتا وزجرا .
{ ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون } أي : بهتوا فلم يكن لهم جواب ، لأنهم كانوا في الدار الدنيا ظلمة لأنفسهم ، وقد ردوا إلى عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه خافية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.