الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَوَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمۡ لَا يَنطِقُونَ} (85)

ثم أخبر عن وقوع القول عليهم ، أي : نفوذُ العذابِ وحَتْمُ القَضَاءِ وأنهم لا ينطقونَ بحجَّةٍ ، وهذا في موطن من مواطِنِ القيامةِ . ولما تكلَّم المحاسِبيُّ على أهوال القيامة ، قال : واذكرِ الصِّراطَ بِدقَّتهِ وهو له وزلَّتِه وعَظِيم خطره وجهنم تخفق بأمواجها من تحته ، فيا له مِنْ مَنظرٍ ما أفْظَعَهُ وأهْوَلَهُ ، فتَوهَّمْ ذلِكَ بقلبٍ فارغٍ ، وعقلٍ جامعٍ ، فإن أهوالَ يومِ القيامةِ إنما خَفَّتْ علَى الذِينَ تَوَهَّمُوهَا في الدنيا بعقولهم ، فتحملوا في الدنيَا الهُمُومَ خَوْفاً مِن مَقامِ رَبِّهِمْ ، فَخَفَّفَها مَوْلاَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَنْهم ، انتهى من «كتاب التوهم » .