تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (30)

28

المفردات :

المفسدين : العاصين بإتيان الرجال ، أو بابتداع الفاحشة ، فاستجاب الله دعاءه .

التفسير :

30-{ قال رب انصرني على القوم المفسدين }

حار لوط مع قومه فقد نصحهم وبين لهم قبح فعالهم ، وتكرر نصحه لهم ، وفي آيات مرشدة قال لهم : { أتأتون الذكران من العالمين* وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون } [ الشعراء : 165 ، 166 ] .

وقال عز شأنه :

{ ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين*إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون* وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون*فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين*وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين } [ الأعراف : 80-84 ] .

ويذكر الآلوسي في تفسيره المعاني الآتية :

تعددت نصائح لوط لقومه ، ففي مرحلة من مراحل إرشاد لوط لقومه وابتداء نصحه لهم ، قالوا له : { ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } [ العنكبوت : 29 ] .

ولما تكرر وعظه لهم ، وتوبيخه وتحذيره ، واستمر لوط يحذر وينذر ، قرروا إخراجه من سدوم ، وطرده هو ومن اتبعه من المؤمنين .

وبذلك نجمع بين ما ورد هنا في سورة العنكبوت ، بأنهم طلبوا نزول العذاب بهم ، وما ورد في سورة الأعراف من قرار إخراج لوط وأتباعه من القرية .

قال تعالى : { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم . . } [ النمل : 56 ] .

وقال سبحانه : { وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم . . } [ الأعراف : 82 ]

ونلحظ أن لوطا ضاق بقومه وفسادهم ، وعدوانهم وتفاقم شرهم ، فمدّ يده إلى ربه داعيا متضرعا : { قال رب انصرني على القوم المفسدين } .

لأنهم فسدوا وأفسدوا ، والله لا يحب المفسدين .