اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (30)

ثم إنَّ لوطاً لما يَئِسَ منهم طلب النُّصْرَةَ من الله وذكرهم بما لا يحب الله فقال «رب انصرني على القوم المفسدين } ( فإن الله لا يحب المفسدين ){[41378]} حتى يُنْجِزَ النَّصْرَ{[41379]} .

واعلم أن كُلَّ نبي من الأنبياء ما طلب{[41380]} هلاكٌ قَوْمه إلا إذا علم أن عدمَهُمْ خيرٌ من وجودهم ، كما قال نوحٌ { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يلدوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً }{[41381]} ، يعني : أن المصلحة إما أن تكون فيهم حالاً ، أو بسببها مآلاً ولا مصلحة فيهما ، فإنهم ضالون في الحال وفي المآل فإنهم يوصون أولادهم من صغرهم بالامتناع عن الأَتباع وكذلك لوط لما رأى أنهم يفسدون في الحال ، واشتغلوا بما لا يُرْجَى منهم ولد صالح يعبد الله فطلب المصلحة حالاً ومآلاً ، فعدمهم صار خيراً ، وطلب العذاب .


[41378]:تكملة يقتضيها السياق من الفخر الرازي.
[41379]:انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي 25/59.
[41380]:في ب: يطلب بالمضارعة.
[41381]:نوح: 27.