تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ} (35)

22

35- { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } .

إنهم كانوا إذا سمعوا كلمة التوحيد ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، استكبروا وأنِفُوا أن يدينوا بها .

ومن ذلك ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأبي طالب عند موته ، واجتماع قريش حوله : " قولوا لا إله إلا الله ، تملكوا بها العرب ، وتدين لكم العجم " أبوا وانِفُوا من ذلك .

وفي تفسير القرطبي :

رُوى عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما أنزل الله في كتابه ، فذكر قوما استكبروا ، فقال : { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } . وقد استكبر عنها المشركون يوم الحديبية ، يوم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية المدة . ا ه .

لقد اتفق النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار مكة على هدنة مدتها عشر سنوات ، لكن قريشا نقضت العهد ، فساعدت قبيلة بكر حليفة قريش على قبيلة خزاعة حليفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذهب عمرو بن سالم الخزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وأنشد بين يديه قصيدة عصماء جاء فيها :

إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا

هم بيتونا بالوتير هجّدا وقتلونا ركّعا سجّدا

فانصر هداك الله نصرا أيّدا وادع عباد الله يأتوا مددا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " نُصرت يا عمرو بن سالم " وقاد النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فتح به مكة ، وأنزل الله بسبب ذلك السورة النصر .